تامر عبدالمنعم

الملعب بقى فاضى

الخميس، 16 أغسطس 2012 08:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خرج العسكر من الملعب أسرع من الزمن الذى توقعه الجميع بمن فيهم صاحب القرار والقريبون منه، وخرج أيضاً بسهولة شديدة وبغتة، حيث نزل الخبر على الجميع قبل الإفطار بوقت قصير كالصاعقة سواء كان متلقى الخبر هذا من أنصار العسكرى أو من أنصار الرئيس محمد مرسى، والسبب بسيط للغاية ويكمن فى أن المشير محمد حسين طنطاوى كان يحلف اليمين منذ أيام قليلة أمام الرئيس، وقد كان الجو العام بينهما - كما ظهر بالشاشات - سَمن على عَسل وآخر حلاوة، إذن ماذا حدث؟!

إننى أرى من وجهة نظرى المتواضعة أن الرئيس قد اتخذ هذا القرار فى هذا التوقيت وبهذه الطريقة ليقول للجميع إنه وحده صاحب القرار بجمهورية مصر العربية، وإنه لا يوجد على الإطلاق أى اتفاق بينه وبين المشير على أى شىء كما يروج البعض، وأكبر دليل على ذلك أنه كان ضمن أول وزارة يشكلها الرئيس إلا أنه خرج نتيجة تقصير ما أدى إلى أحداث رفح المؤسفة، وخرج أيضاً معه الفريق سامى عنان، رئيس الأركان، للسبب ذاته مثلما خرج اللواء مراد موافى رئيس المخابرات قبلهم بأيام قليلة، وبخروج هؤلاء الثلاثة بالإضافة لأسماء أخرى كانت تشغل بعض المناصب الأخرى نستطيع أن نجزم أن مقاليد الأمور وجميع المفاتيح أصبحت بيد محمد مرسى وحده دون أى شريك وأن الملعب قد خلا تماماً له ليبدأ ولايته الأولى دون أدنى توتر.

وقد واكب هذه التغيرات التى قام بها الرئيس بعض التحركات ضد كل من يهاجمه مثل إيقاف قناة الفراعين وتحويل صاحبها المذيع توفيق عكاشة إلى الجنايات فى تهمة التحريض على رئيس الجمهورية وسبه على الهواء، وأيضا مصادرة جريدة الدستور من الأسواق والتحقيق مع رئيس تحريرها وتحويله للقضاء لنفس التهمة، وأيضاً ما حدث من إرهاب حقيقى أمام مدينة الإنتاج الإعلامى، وأصيب فيه الزميل الإعلامى خالد صلاح رئيس تحرير «اليوم السابع»، بالإضافة لنزول شباب الإخوان بالشوارع والميادين لتأييد قرارات الرئيس حتى وصل الأمر إلى إحاطتهم للقصر الجمهورى والهتافات له!، وقد فُسرت هذه التحركات بأنها بمثابة ذبح القطة لكل من تسول له نفسه أن يسُب النظام أو ينتقده وأيضاً فُسرت بأنها إنذار شديد اللهجة لكل من يفكر فى النزول يوم ٢٤ أغسطس الجارى فيما أسموه بالثورة الثانية والتى دعا إليها النائب السابق محمد أبوحامد منذ شهر.

الآن وبعد مرور أقل من شهر ونصف على تولى الرئيس حُكم البلاد نستطيع القول إنه قضى على ما تبقى من النظام السابق وأيضاً اسكَت الأفواه التى تهاجمه وقد ساندهُ فى ذلك ظهير شعبى من شباب الإخوان عددهم ليس بقليل ليقولوا للعالم إن للرئيس مؤيديه.. إنها مرحلة العمل وقد بدأت، والآن شعب مصر سيحاسبك وحدك إن أخطأت، وسينضم لمؤيديك ويصفق لك إن أصبت، فالوطن فى أشد الحاجة لتلك الإصابة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة