يبدو أنه مكتوب علينا أن نظل نعانى من صغار العقول وفاقدى الأهلية السياسية، وهواة الكاميرات المعلنة والمخفية، التى تكاد تصيب بالجنون، ومن أجل الشهرة نجد من على استعداد لعمل شقلباظ أو أراجوز، مع ما تيسر من الادعاءات والأكاذيب، فلا ننتهى من الشائعات حتى نغطس فى فتاوى الجهلاء والحمقى، ولا نكاد نهرب من تحريض أهبل على حرق الممتلكات ومقار جماعة الإخوان، حتى يخرج علينا مزعوم بفتوى يحرض فيها على قتل مواطنين مصريين، ويعتبر من يخرج للتظاهر يوم 24 أغسطس مرتدا وكافرا يستحق تطبيق حد الحرابة. والمثير أن المفتى «المزعوم» محسوب على الأزهر الشريف ولا نعرف ما إذا كان يريد أضواء أم يلفت أنظار السلطة. وينضم مع أمثاله من صناع فتاوى الفتنة ومذيعى النميمة والقرف. وقد تزامنت فتوى القتل مع عمليات تكفير وتخوين ليس لدعاة التظاهر وأيضا للسياسيين مثل البرادعى وحمدين صباحى، مع أنهما ليسا من دعاة التظاهر، وكل مافعلوه أنهم عبروا عن رأيهم.
يتصور أصحاب الفتاوى التفصيل أنهم بهذا يخدمون الجماعة أو الرئيس، أو يلفتون نظر السلطة، بينما هم كالدبة تقتل صاحبها، وربما على الرئاسة أن تتبرأ من أمثال هذه الفتاوى الشاذة التى تصب فى صالح خصومها، ولا يستبعد أن يكون أصحاب فتاوى الإرهاب هدفهم الإضرار بالرئيس، مثلما يفعل بعض المنسوبين لجماعته.
لا يختلف أصحاب فتاوى قتل المتظاهرين، عن دعاوى أطلقها محرضون لحرق مقار حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان، وهى دعاوى تضر الحرية وتهدد حريات وممتلكات عامة وخاصة، ومطلقوها بالطبع يهدفون الإضرار بالمظاهرات وليس خدمتها، أحيانا ماتكون مثل هذه الدعاوى والفتاوى صادرة من بعض الحمقى والمغفلين ناقصى الأهلية والعقل، وقد تفرجنا طوال شهور على نماذج من هؤلاء أفسدوا الحياة السياسية والفضائية، هذا إذا افترضنا حسن النية، أما بعض مخترعى الفتاوى التفصيل ودعاة الحرق والفتن فهم يفعلون ذلك بتعمد لصناعة فتنة مقصودة يربحون منها أضواء أو مصالح .
وعلى ذكر الحمقى والمرتزقة، يتزامن هذا الهراء السياسى مع بيان يصدره إرهابيون، أطلقوا على أنفسهم الجهادية السلفية تزعم فى بيان استعراضى لها أنها تعمل ضد إسرائيل ولا تريد مواجهة الجيش، وتتبنى عمليات متفرقة، والحقائق والتجارب تؤكد أن هذه الجماعة مثل باقى جماعات المرتزقة مثل القاعدة لم يثبت أنها قامت بأى عملية ضد إسرائيل، وهى تنظيمات تفيد إسرائيل أكثر مما تفيد القضية، وتسىء للإسلام والمسلمين أكثر مما تفيد.
وبالتالى فلا يجب التغاضى عن هذه الجماعات التى تعمل فى الغالب لصالح أجهزة استخبارات، ولمن يدفع، ولا يمكن التعرف على مصادر تمويلها أو لأى جهة تعمل، بينما هى تختفى خلف شعارات دينية أو إيديولوجية بينما تعمل لمن يدفع، وهذه التنظيمات فككت الصومال ودمرت العراق ولا يفترض التسامح معها أو مع أى تنظيمات مسلحة، وهؤلاء ليسوا حمقى ومغفلين، لكنهم مرتزقة تعمل لمن يدفع.