لم لانجعل من عيد الفطر المبارك فرصة للمصالحة السياسية والاجتماعية؟ فى العيد نلتقى المتخاصمين معنا بود وتلقائية، ونزور من انقطعت صلتنا بهم، ونسأل عن البعيدين عنا، ونتجشم عناء السفر للقاء الأهل والأصدقاء، ونصفو روحيا لدرجة السلام مع النفس ومع الآخرين، فلماذا لا نستغل هذه الحالة الروحية الجميلة، لنسمو فوق الخلافات السياسية والمذهبية والاجتماعية، ونعلى مبدأ الوطن لنا جميعا، ويتقدم بجهودنا مجتمعة، لا يتناقض ذلك مع تصوراتنا المختلفة، وأفكارنا السياسية المتباينة.
الفرصة قائمة، وخيرنا من يبادر بالدعوة إلى التوحد بدلا من الفرقة للقاء حول مائدة مستديرة، لإقرار ما ينفع الناس، وما يحقق مصالحهم، بدلا من التصارع على امتلاك الحقيقة التى لا وجود لها فى ميدان السياسة والعمل العام، والأقوى هو من يمد يده بالتعاون مع مخالفيه قبل مؤيديه، لتحقيق المشروع الوطنى والذى لا يعدو عن تنفيذ شعار ثورة 25 يناير «عيش.. حرية.. كرامة إنسانية».
فى هذا السياق، أدعو زملائى فى وسائل الإعلام كافة إلى إعادة الاعتبار لرسالة صاحبة الجلالة، بأن يكون البحث عن الحقيقة سابقا لأى شىء عداه، حتى لو كان الانتماء الحزبى والسياسى، ولتكن المهنية هى الميدان الذى نتنافس فيه جميعا، على أن تكون نقابة الصحفيين وما يوازيها من كيانات للإعلام المرئى والمسموع هى المرجع والحكم فى هذا المضمار.
وفى هذا السياق أيضا أدعو أولى الأمر، بدءا من مؤسسة الرئاسة إلى رئاسة الحكومة ووزير الإعلام، وانتهاء بالكتائب الإلكترونية الجاهزة للحرية والعدالة، وميليشيات إرهاب الإعلاميين الذين يعتمدون أسلوب الحزب الوطنى فى تقديم البلاغات لقصف الأقلام وإغلاق المنابر، أدعوهم جميعا، إلى احترام حرية الرأى والتعبير، ووضع وسائل الإعلام فى المكانة التى تستحقها مستقلة عن سلطات الدولة جميعا، لأن مكانة الإعلام ورجاله وتمتعهم بحرياتهم واستقلالهم، سواء كانت متحققة كاملة أو مقيدة، محسوبة لكم أو عليكم، يامن فى سدة الحكم، وتمسكون بمقاليد السلطة.
وكل عام وبلدنا بخير