قبل شهر رمضان كنت فى زيارة إلى إيران، وفى هذه المساحة كتبت بعد عودتى، أن مصر حاضرة بقوة فى الشارع الإيرانى، فأثناء تجولنا فى شوارع طهران، كان المارة يرفعون أياديهم تحية لنا ويرددون: «مرسى.. مرسى» فى إشارة إلى الرئيس محمد مرسى، ومن شوارع طهران إلى شوارع أصفهان ثانى أكبر المدن الإيرانية، ومعقلها الصناعى والتجارى، كان الناس يشيرون إلينا مرحبين بنداء «مصر.. مصر» بكسر الميم.
فى سهرات مع شباب إيرانى كان سؤالهم: «ما هى صورة إيران لدى المصريين؟، وسؤال آخر: «هل يستطيع الرئيس محمد مرسى إعادة العلاقات المصرية الإيرانية؟»، وفى المقاهى اقترب منا إيرانيون يسألون نفس الأسئلة، أما على المستوى الرسمى، فلم يكن الحال أقل مما رأيناه فى الشارع من فئات الشعب الإيرانى، وكان «الرسميون» يؤكدون أن أمريكا هى السبب فى هذا التباعد، كما كانوا يستخفون بما يقال حول قيام إيران بنشر المذهب الشيعى فى مصر، ويتحدثون عن فوائد اقتصادية هائلة حال عودة العلاقات بين البلدين، ويتعجبون من وجود ضغوط خليجية على مصر لاستمرار التباعد بين البلدين، بالرغم من أن الأطراف الخليجية التى تمارس هذه الضغوط تربطها بإيران علاقات دبلوماسية واقتصادية كاملة.
أستدعى ما حدث فى هذه الزيارة.. بعد التأكيدات التى صدرت من رئاسة الجمهورية حول زيارة الرئيس مرسى إلى إيران فى دورة قمة عدم الانحياز المقبلة، والتى تم حسم القرار بشأنها بعد جدل أثير حولها فور إعلان فوز مرسى بالرئاسة.
لا يمكن إغفال وجود المحور الأمريكى الإسرائيلى فى هذه الزيارة، وكذلك المحور الخليجى، فهؤلاء لا يريدون علاقات مصرية إيرانية كاملة، والمؤكد أن الأزمة السورية أصبحت ورقة ضغط جديدة، حيث تتفرد إيران بمساندتها لنظام بشار الأسد، فيما يصطف الآخرون بما فيهم مصر ضده، ولهذا ستسير الجهود من كل هذه الأطراف نحو تخفيض سقف الأمانى المنتظر من هذه الزيارة.
فى فترة نظام مبارك، كانت تأتى مناسبات شبيهة بقمة عدم الانحياز، وفى إحداها اجتمع الرئيس السابق مبارك بالرئيس الإيرانى السابق محمد خاتمى، وارتفعت التوقعات حينها إلى احتمال عودة العلاقات، لكن بقى الوضع على ما هو عليه، لأن أمريكا مارست دورها التخريبى فى الخفاء، فهل سيسبح الرئيس مرسى ضد هذا التيار، فيعطى لمناسبة قمة عدم الانحياز معنى، أم سيجعل زيارته مجرد خطوة بروتوكولية، يتبادل فيها مع الرئيس الإيرانى الأحضان والسلامات ليس أكثر.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
ومافائدة منظمة عدم الإنجياز أصلا الآن ونحن فى عصر القطب الأوحد ؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
موضوع الشيعه مسمار جحا استغلته الاداره الامريكيه فى بث الرعب فى قلوب دول الخليج
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصر صدقي
طبعا بروتوكول فاضي
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
مرسي في إيران ...وايران في الجولان ولبنان والبحرين والامارات واليمن
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
الكاتب من زوار ايران
عدد الردود 0
بواسطة:
مجرد مواطن
اللهم أغثنا من هؤلاء
عدد الردود 0
بواسطة:
د/توفيق عمر
اهم مطلب هو التعاون فى المجالات النووية
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
الاماني
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
تاتشر وزمن الإخوان ..برجاء النشر
عدد الردود 0
بواسطة:
دم الشهيد
عزله ايران العالميه تجعلها في امس الحاجه لتلباب مصر .....