يستهل الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية اليوم أول زيارة خارجية مهمة لأول رئيس مصرى منتخب بعد الثورة فى اتجاه شرق آسيا وتحديداً الصين الذى جاء اختيارها للزيارة محملاً بدلالات سياسية واقتصادية كثيرة، وبميراث تاريخى مبهر فى العلاقات بين البلدين ودائما ما كانت هذه العلاقات خاصة فى أوج ازدهارها وألقاها تزعج وتقلق الولايات المتحدة الأمريكية التى ترى أن العملاق الصينى هو المؤهل اقتصاديا وسياسيا لخلخلة السيطرة الأحادية الأمريكية على المستوى الدولى.
وتأكيدا يدرك الرئيس مرسى أن زيارته للصين تحيط بها ظلال العلاقات التاريخية والسياسية القوية، ولا بد من الاستفادة من ذلك، فالصين مازالت تقدر لمصر عبدالناصر مواقفها المؤيدة والداعمة لحق بكين فى استعادة مقعدها الشرعى فى الأمم المتحدة، وكانت مصر من أوائل الدول التى اتخذت هذا الموقف الشجاع فى مواجهة الرفض الأمريكى، ويومها قال الزعيم جمال عبدالناصر: «إن الصين الشعبية دولة قائمة الآن وحقيقة ثابتة، وعلى الولايات المتحدة أن تقبل هذه الحقيقة لا أن ترفض الاعتراف بها، لأن هذا الموقف ينطوى على إغفال للشعب الصينى وإهمال له».. موقف مصر عبدالناصر كان له التأثير المباشر على العلاقات مع الصين التى أبدت تأييدها وإعجابها بثورة يوليو، وكانت لها مواقفها الإيجابية من القضايا العربية بشكل عام مع بداية العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع مصر فى منتصف الخمسينيات، وظهر ذلك فى موقف الصين الرافض للعدوان الثلاثى فى 56 وخروج أكثر من مليون صينى للتظاهر ضده.
السياسة المصرية الداعمة للصين انعكست إيجابيا على العلاقات الاقتصادية، فقد قامت الصين فى عام 1953 بشراء 45 ألف طن من القطن المصرى، وقد بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين عام 1953 حوالى 11 مليون دولار أمريكى، مقارنة مع 1٫7 مليون دولار أمريكى فقط عام 1951.
وفى عام 1954 قبل الجانب الصينى اقتراحاً مصرياً بوجود ممثل تجارى مصرى يقيم فى الصين بصفة غير رسمية، ثم تطورت العلاقات الاقتصادية بعد ذلك بوتيرة متسارعة.
ثم جاءت اللحظة التاريخية التى دشنت للبداية الحقيقية للتواصل المباشر والتعرف عن قرب بين قادة البلدين عندما التقى جمال عبدالناصر، شو إن لاى فى رانغون عاصمة بورما (ميانمار) قبل انعقاد مؤتمر باندونج بأندونيسيا تمهيداً التى أرست أساساً لتعزيز العلاقات بين مصر والصين الشعبية.
زيارة الرئيس مرسى للصين بداية لإعادة التوازن فى علاقات مصر الخارجية والانفتاح مرة أخرى على القوى الاقتصادية الكبرى فى العالم مثل الصين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
لأ تنس مبادرة السيد الرئيس الخاصة بسوريا
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس جلال عوض
شتان مابين مرسي وناصر
عدد الردود 0
بواسطة:
tamer
الله ينور عليك يا هندسة.................................
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد البييه
رقم 2 بعيدا عن الانصاف
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود مصطفى شرشر
حقيقة ناصر
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود شرشر
حقيقة ناصر
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم العربى
الى صاحب التعليق رقم2
عدد الردود 0
بواسطة:
اجمد هاشم
الى صاحب التعليق رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام الجزيرة
على بعد امتار من السد العالى اكتب لك ... رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام الجزيرة
على بعد امتار من السد العالى اكتب لك ... رقم 2