ماذا بعد إعلان الدكتور مصطفى حامد وزير الصحة أن الفحوص المعملية للمياه بقرية «صنصفط» بالمنوفية أثبتت تلوث شبكة المياه الرئيسية بالقرية التابعة إلى الشركة القابضة للمياه بكل أنواع الميكروبات؟ كم مسؤولا قدم استقالته؟ وكم مسؤولا أقيل؟
إعلان الوزير تم فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير المرافق ومحافظ المنوفية، والاثنان لم يكن مكانهما بالطبع المؤتمر الصحفى، خاصة وزير المرافق الذى تحاصره منذ توليه مسؤولية الوزارة حوادث تلوث المياه فى المحافظات، من المنوفية إلى الشرقية والدقهلية وصولا إلى نقص مياه الشرب فى العديد من القرى والنجوع بالصعيد.
هل يكفى فى حادث كارثى مثل حادث صنصفط أن يتم إحالة مسؤولى محطة المياة بالقرية للتحقيق، أو أن يكتفى المحافظ بتصريحات «سد خانة» من قبيل «نمر بأزمة وسوف تننتهى، ويجب مواجهتها بشجاعة»، وعندما تحاصره الاتهامات، بحكم منصبه يقول: «مستعد للاستقالة فورا إذا ثبت وجود تقصير» و«اتخذت جميع الإجراءات حيال التعامل مع الأزمة».
يا سيادة المحافظ يكفى هذا التصريح وحده لنتأكد أنك لا تعرف الفارق بين تقصير الموظف العام المسؤول وبين أدائه واجباته على النحو الأكمل، فالكارثة التى حدثت فى القرية ليست إعصارا أو زلزالا أو كارثة طبيعية لا يمكن التنبؤ بها، وإنما هى تقصير من مسؤولين فى حدود سلطتك الإدارية نتيجة إهمال جسيم.
يا سيادة المحافظ دورك وواجبك أن تعرف بوجود هذا التقصير وتواجهه قبل وقوع الكارثة، وليس أن تهرول بعد وقوعها إلى التليفزيون الرسمى لتشكو من هجوم الإعلاميين عليك، محاولا الظهور بمظهر المسؤول المتفانى، أتحداك يا سيادة المحافظ أن مصيبة قرية صنصفط متكررة فى عشر قرى على الأقل من قرى المحافظة التى أنت مسؤول عنها وأنت لا تعرف، وأسألك هل قمت بعمليات مسح منظمة لمعرفة مشكلات مياه الشرب فى محافظتك بعد كارثة صنصفط أم اكتفيت بمعالجة الورم الظاهر دون معرفة سبب المرض وعلاجه من جذوره؟
عليك أن تجيب بنفسك عن هذا السؤال ليس بالكلمات فى المؤتمرات الصحفية أو فى وسائل الإعلام، ولكن بالخطوات التى اتخذتها لمنع تكرار الكارثة مستقبلا فى حدود محافظتك، وإذا لم تفعل، وأشك أنك ستفعل، فالأجدر بك أن تتقدم باستقالتك، بدلا من أن تتكلم بلسان موظف مجلس المدينة المشغول بالدفاع الساذج عن نفسه.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سيد سكر
حرام عليكو
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد
@
احنا اسياد العرب