أكرم القصاص

قميص مرسى.. وقميص دهشور

الجمعة، 03 أغسطس 2012 08:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أياً كان السبب وراء فتنة دهشور الطائفية، سواء كان قميصا أم غيره، لا يمكن تصور حالة البرود الرسمى والسياسى تجاه ما يجرى فى دهشور. لم تظهر الرئاسة فى الصورة، ولم يصدر عن الرئيس تصريح أو بيان، أو حتى حديث إذاعى، ولم يطل علينا المتحدث الرسمى ليقول شيئاً وهو يتحدث «عمال على بطال». حرائق طائفية تشتعل، وتهجير للمسيحيين، والرئاسة غائبة. والطائفية ليست من اختراع اليوم لكنها مرض اجتماعى من عقود، وكنا ننتقد ترك الأمن وحده يتصرف، ومعنى أنها كانت موجودة أيام مبارك، لا يعنى أنها يجب أن تستمر، والطبيعى أن يكون لدى الرئيس تصور مختلف لمواجهة الأزمة، كان المواطنون يتوقعون أن يتحرك الرئيس أو حزب الحرية والعدالة، ليقدموا نموذجاً جديداً فى مواجهة الطائفية، لكن خاب الأمل، ولم يخرج الرئيس حتى ليجهش بالبكاء من هول الطائفية والاستهتار بأرواح وممتلكات المواطنين، ولم نسمع حسا لكبار قيادات الإخوان الذين يصدعونا بالتوك شو. لا يكفى الاستناد إلى نظرية المؤامرة والدولة العميقة وباقى التفسيرات العبيطة التى تجد مبررات للإهمال، وتبحث عن شماعات للفشل. معروف أن الحوادث الطائفية، كانت تتكرر فى العقود الأخيرة، وكانت هناك انتقادات لطريقة إدارة الملف الطائفى، وجعله ملفاً أمنياً، وكانت هناك انتقادات لمبارك فى هذا الشأن، تجاهل البعد الاجتماعى، وعدم اتخاذ إجراءات رادعة بالقانون ضد المخالفين والطائفيين، والاكتفاء بالجلسات العرفية، وجلسات القسيس والشيخ.

فى دهشور حدث يقع للمرة الأولى فى عهد الرئيس المنتخب مرسى، ربما كان متوقعاً أن يكون هناك مواجهة بالقانون، من البداية، وحساب من قتل أو حرق، وفى نفس الوقت عقاب كل من مارس العقاب الجماعى أو الاستقواء على المسيحيين.

منذ البداية هناك إشارات على حريق سوف يندلع، وكانت كل الأطراف تتفرج، وكالعادة السبب تافه، مكوجى حرق قميص زبون، ومن الصعب تصور أن يكون القميص وراء هذه النار الطائفية.

معركة حول قميص يمكن أن تنتهى ببساطة لو تدخل العقل، لكن واضح أن العقل اختفى، خاصة بعد أن أصيب معاذ بحروق من مولوتوف، وتوفى، لتعود المعركة من جديد بشكل أكثر حدة، تحرك المسلمون ليحطموا الكنيسة ويحرقوا بيوت المسيحيين ويتم طردهم وتهجيرهم، الأمن حاول التدخل، وهناك من قال إن الأمن طلب من المسيحيين هجر بيوتهم.

الموضوع ليس قميص المكوجى، لكنه قميص التعصب، الذى يتجاوز التطرف إلى العداء، وغياب أى احترام للقانون أو الدولة أو المجتمع، وأيا كان السبب هناك استقواء من بعض المسلمين بالقرية، ممن تحركوا للحرق والإفساد والانتقام، بشكل جماعى، والضحايا المسيحيون الذين فقدوا ممتلكاتهم أو خرجوا من بيوتهم وهم ليسوا طرفا فى النزاع، لا نريد أن نخلع قميصاً ونرتدى قميصاً، لكن نريد القانون، والدولة والمؤسسات والمساواة وحماية حقوق المواطنين بصرف النظر عن دينهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة