أكرم القصاص

حزب البرادعى.. والخروج من رد الفعل

الخميس، 30 أغسطس 2012 08:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخيرا تقدم حزب الدستور بأوراقه للجنة الأحزاب بحضور عدد من مؤسسيه، ويضم الحزب عددا كبيرا من نجوم السياسة والنشطاء الذين استجابوا لدعوة الدكتور محمد البرادعى بالتجمع فى حزب سياسى، وحتى لو كانت خطوة يراها البعض متأخرة فهى خطوة مهمة نحو بناء أحزاب قوية حقيقية تعوض حالة الفراغ السياسى فى الشارع، حيث إن الأحزاب القديمة عجزت عن تجديد نفسها لمواجهة التحولات السياسية، والأحزاب التى ظهرت بعد يناير لم تصل لمرحلة النضوج. وبالرغم من كثرة عدد الأحزاب فإنها تبقى مجرد أرقام لا تمثل إضافة للحياة السياسية. وكانت الأحزاب القديمة تتهم نظام مبارك وأمن الدولة بحصارها فى مقراتها، ومنعها من العمل، لكن نفس الأحزاب بعد تنحى مبارك وأمن الدولة بقيت فى حالة شلل وموت إكلينيكى وسياسى، عاجزة عن المنافسة فى الانتخابات البرلمانية، كما أنها لم تغادر حالة رد الفعل للإخوان، بالرغم من حل مجلس الشعب غابت الأحزاب عن الشارع، ولم تستغل زخما سياسيا خلقته الانتخابات الرئاسية.

ولهذا يكون خروج حزب الدستور الآن مهما، ليمثل هو ومعه التيار الشعبى قطبى العمل السياسى، حزب الدستور يضم عددا كبيرا من نجوم السياسة والنشطاء، ممن شغلوا الساحة السياسية خلال شهور طويلة، وكانت المشكلة أنهم يعملون متفرقين، ويبقون فى سياق ردود الأفعال. والرهان على أن يكون هؤلاء النجوم نقاط وعى، أكثر منهم قيادات تحتل أماكن القيادة، وأن يستفيدوا مما طرحه الدكتور محمد البرادعى، وكيل مؤسسى الحزب على «تويتر»، أن أيديولوجية حزب الدستور هى «عيش حرية كرامة إنسانية»، وأن مبادئ الحزب تتمثل فى «جمع الشمل والفكر المستنير وتمكين الشباب وإنكار الذات والعمل الجماعى والمصداقية». لقد انتقد كثيرون من قبل غياب الدكتور البرادعى، وانسحابه والاكتفاء بتغريدات ونصائح، لكن الرجل كان يؤكد دائما أنه مع العمل الجماعى، ويرفض فكرة الزعيم الفرد الذى ينتظره الحزب وتختفى أمامه المبادرات، حتى لا يكون حزب البرادعى.

النقطة المهمة الأخرى تأتى من تصريح جورج إسحاق الناشط السياسى الذى قال إن حزب الدستور لم يخرج لمنافسة أحد، وإنه حزب لكل المصريين، وهى نقطة إيجابية، لأن أى حزب يخرج كرد فعل ينتهى إلى التقلص، وبالتالى عليه ألا يتوقف عند معارك كلامية أو ردود أفعال، بل أن يستغل إقبال كثير من المصريين رغبة فى العمل ضمن مشروع سياسى وطنى.

ويمكن أن تمثل الزعامات والنجوم عوامل إيجابية فى دفع الحزب، لو التزمت بالعمل الجماعى، وتخلت عن السلبيات التى يصنعها البحث عن الكاميرات، وأن يكون الشباب والمواطنون هم عماد العمل السياسى، وأن يكون الشارع مكانه وليس الفضائيات والإعلام، حتى يمكن أن يمثل الحزب أملا جديدا، لأجيال تحلم بالمساهمة فى العمل العام بشكل جماعى.

ربما ينجح الدستور فيخلق حراكا سياسيا، وتكتلا يجذب الأحزاب الشاردة، مستفيدا من أخطاء سابقة لأحزاب كانت مجرد عدد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة