محمد منير

الكاذبون وآلام الفقراء

السبت، 04 أغسطس 2012 11:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإخوان يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما يرفضون.. قتلوا المستشار الخازندار لأنه أدان جماعتهم قضائيا، وقتلوا النقراشى رئيس الوزراء المصرى لأنه حل جماعتهم، فى حين رفضوا بشدة دعوة المواجهة المسلحة ضد الإنجليز التى بادر بها أحمد حسين، وبعد ذلك بسنوات عندما نجحت المواجهة المسلحة ركبوا الحركة فى اللحظات الأخيرة كعادتهم وتصدروا المشهد بصفتهم قادة الكفاح المسلح، وفى كل مرة يغتالون فيها مصريا كان مرشدهم يخرج ويدين الاغتيال كما لو كان القتلة من تنظيم آخر.
الإخوان انتهازيون.. طوال الوقت عينهم على المشهد الفوقى وعلاقاتهم بالحكام وبمسرح الحكم، أما رؤيتهم للشعب فلا تتعدى أنهم أدوات يستخدمونها فى اللعب مع الكبار، بدليل أنهم فى علاقاتهم بالبسطاء لم يقدموا مشاريع للقضاء على فقرهم وأميتهم بقدر ما قدموا هبات مستغلين جوعهم وحاجتهم لضمان استخدامهم كأدوات لدعم دورهم فى المشاهد العلوية.
الإخوان كاذبون.. يحاولون بدأب إلصاق صفة الثورية بأنفسهم وهى الصفة التى لم يعرفوها طوال فترة وجودهم، ولأنهم غشم وجداد فى «الكار» فهم يتصورون أن إحدى الوسائل للحصول على الصفة الثورية هى اتهام الثوريين بالعمالة أو بأنهم فلول، خاصة الثوريين الذين قبضوا على موقفهم سنوات الاستبداد كالقابض على قطعة جمر، بينما كانوا هم يقفزون على الحبال ويعيشون فى ترف التقديس الدينى الوهمى والتدفق المالى من الخارج، فهم من مصلحتهم استبعاد أى صادق من المشهد، لأنه سيكون شاهدا عليهم وكاشفا لانتهازيتهم وفسادهم كبدلاء للنظام السابق وحتى يوفروا الحماية لما سيقومون به من إجراءات للحفاظ داخليا على مصالح رجال الأعمال وفكرة الاحتكار والطبقية المتفاوتة، وخارجيا الانحياز لمصالح الأمريكان والصهاينة، وهو جوهر النظام السابق فى ثوب جديد.
وكلمة فلول هى الكلمة الماسخة التى أفرزتها هذه الحقبة الماسخة، بأطرافها الماسخة، وللأسف ركوب الإخوان والمهاطيل على غضبة الشعب فى يناير حولتها إلى مسخرة ثورية سيتناولها الأدب العالمى كملهاة أو كوميديا.. هم كاذبون يستخدمون آلام الفقراء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة