د. فتحى حسين

تحية واجبة لهذا الجيش

السبت، 04 أغسطس 2012 11:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الموت لبشار الأسد" صرخات مدوية تطلقها يوميا أمهات سوريات مكلومات، وبهن جروح غائرة على مقتل فلذات أكبادهن على يد قوات الرئيس السورى بشار الأسد، الذى تفرغ لقتل شعبه والتنكيل به وتعذيبه بسبب مطالبهم بالإصلاح والتغيير المجتمعى.. فلم يتوان نظام بشار عن قمع الشعب الأعزل بالقوة وتعذيبهم بقسوة، وسجنهم واعتقالهم بل ودفنهم أحياء بصورة تتنافى مع ما جاءت به جميع الأديان السماوية وأقرته مبادئ حقوق الإنسان.

بينما مختلف القوى الإقليمية والدولية تقف فى موقف المتفرج وأصبح الجيش السورى الحر يقاوم بمفرده تماما القوة المدفعية الجبارة القمعية المتغطرسة التى يقودها بشار الأسد، والجيش السورى الحر، هو جيش من السوريين، قليل العدد، ولكنه قوى الإرادة والعزيمة والنخوة، وهو جيش منشق عن جيش النظام الاستبدادى.. ومن الغريب أن تجد المجتمع الدولى الذى تدخل بالأسلحة والصواريخ والطائرات من خلال حلف الناتو فى ليبيا ضد نظام القذافى وفى كوسوفو وغيرها من البلاد، فى حين أنه لم يتحرك قيد أنملة أو يحرك ساكنا ضد نظام بشار الأسد فى سوريا ويوقف نزيف الدماء المستمر على الأراضى السورية، فقد وصلت أعداد الضحايا خلال الثورة السورية منذ بدايتها من قبل عام ونصف العام حتى الآن وفقا للإحصاءات الرسمية إلى 15 ألف شهيد وسبعين ألف جريح وألف معتقل بالسجون، والتى تعد أقوى وأطول ثورات الربيع العربى عمرا وشعبها الأكثر صمودا وقوة بينما النظام السورى بدأ يفقد أعصابه ويضعف وقد ينهار يوما من الأيام والثورة لا تزال مستمرة، ولن تنتهى إلا بسقوط الطاغية بشار الذى يدافع عن نفسه فقط، وأسرته الحاكمة دون أن يتعظ لما حدث من قبل لأقرانه معمر القذافى ومبارك وبن على وعبد الله صالح.. فلم يبق للجيش السورى الحر ومعه الشعب السورى الأعزل إلا أن يدافع عن نفسه فى ظل الموت الإكلينيكى للجامعة العربية وإصابة الزعماء العرب بالخرس الزوجى وأحيانا بالشلل الدماغى فى حين المجتمع الدولى البرجماتى المنهج يرى مصالحه فى ضمان بقاء إسرائيل وحفظ أمنها لأن نجاح الثورة فى سورية فيه تهديد لهضبة الجولان المحتلة من قبل إسرائيل .. فكل يوم نسمع ونقرأ عن مذابح للشعب السورى العربى المسلم والقبطى من قبل نظامه وجيشه الذى تخلى تماما عن مهمته الأساسية فى الدفاع عن البلاد وتحرير الجولان المحتلة إلا أنه اتجه إلى قمع الشعب وضربه وإهانته وسحله وتعذيبه وقتله، ودفن المعارضين أحياء، وهدم المنازل وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وإعدام الشباب رميا بالرصاص وقذائف الدبابات وراجمات الصواريخ والقبض عليهم وحبسهم دون محاكمة والتنصت على هواتفهم وقطع الإنترنت عنهم وغيرها من الممارسات البشعة.

فأين الثوار العرب الذين يتجمعون بالملايين فى الميادين العربية المختلفة لإنقاذ الشعب السورى، الذى يذبح وينزف دمه كل يوم دون أن يحرك هذا مشاعر وأحاسيس إنسان وأين عروبتنا وقوميتنا ونحن نحتفل بمرور 60 عاما على ذكرى ثورة يوليو.. وإذا كانت ثورات الربيع العربى الأولى "تونس ومصر وليبيا" كانت طبيعية فى حدوثها نتيجة امتدادها الجغرافى الواحد والسمات المشتركة بينهم، فإن الثورة السورية فى حالة نجاحها ستكون عاملا طبيعيا لحدوث الثورات فى لبنان، ثم الأردن والعراق ثم فلسطين كامتداد جغرافى وتاريخى وطبيعى لهذه البلاد، وهو ما يخشاه المجتمع الدولى وخاصة إسرائيل وأمريكا.

فتحية للجيش السورى الحر المستقل المقاوم الذى يزداد قوة وصلابة وصمودا بالرغم من قلة العدد والعتاد وتحية للشعب السورى المقاوم والمناضل من أجل حريته ومستقبل أفضل والاستقلال من الحاكم الفاشى المتغطرس.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة