وعود وأسف الرئيس

الرئيس مرسى يأسف لوقوع أحداث الفتنة الطائفية بقرية دهشور بالجيزة ويعد بمحاكمة عادلة للمتهمين والمتورطين فى الأحداث، أيضا الرئيس يأسف لانقطاع الكهرباء ومياه الشرب بشكل منتظم عن كل أنحاء مدن وقرى مصر ويعد بحل المشكلة، وأيضا الرئيس يأسف لانتشار أكوام وتلال القمامة فى شوارع وأحياء مصر الراقية والشعبية ويطلق حملة «وطن نظيف» التى تحولت إلى شو إعلامى يقوده حزب الحرية والعدالة -باعتباره حزب الرئيس- بعيدا عن مؤسسات الدولة حتى أصبح مثارا للتندر وإطلاق النكت على صفحات التواصل الاجتماعى لجمع تبرعات لحملة «المقشات» على طريقة إعلان «رمضان كريم أوى أوى مع بيبسى».

اعتذارات الرئيس محمد مرسى وآسفه ووعوده وعهوده تكررت كثيرا طوال الأيام الماضية والناس لا ترى عملا وتطبيقا على أرض الواقع، فالأحوال الاقتصادية والاجتماعية تزداد سوءا ومرشحة أيضا للزيادة، طالما هناك غيبوبة سياسية وارتباك رئاسى فى مواجهة ما يحدث.

الكل تفاءل بعد انتخاب مرسى أن تصبح «الحياة لونها بمبى» وفى مائة يوم ستنطلق مصر إلى آفاق مشروع «النهضة» بعد أن تكون قد تخلصت من مشاكل الأمن والمرور والكهرباء والفوضى والعشوائية ورغيف الخبز - وهى وعود الرئيس فى المائة يوم الأولى منذ توليه الحكم - وتحصد ثمار نجاح مرسى منذ اليوم الأول، على الأقل أن يشعر الناس باستعادة الدولة لهيبتها فى الشارع أو الإحساس بأن هناك رئيسا منتخبا عليه أن يتخذ من القرارات السريعة ما يعيد للدولة بعض من هيبتها المهدرة والضائعة، لكن حتى الآن كل ذلك «أضغاث أحلام» وأمانى غير قابلة للتحقق.

مشروع النهضة الذى يحلم به الناس الآن يتلخص فى انتظام التيار الكهربائى ومياه الشرب وتوفير رغيف الخبز وعودة قبضة الأمن القوية والقضاء على مظاهر البلطجة والفوضى والعشوائية. هل نحلم بأكثر من ذلك الآن؟ تلك هى أحلام المصريين البسيطة هذه الأيام ولا يحلمون بأكثر من هذا مع أصحاب مشروع «النهضة» وسوبر ماركت «زاد».. وكفى الله المصريين شر النهضة وروادها.

يا سيادة الرئيس كفاية أسف ووعود وزيارات للمساجد أرجوك، فالذين انتخبوك يريدون منك العمل الجاد لتوفير أبسط احتياجاتهم فى الحياة والعيش الكريم. اعمل ياسيادة الرئيس على إرساء دولة القانون والمؤسسات واعمل أن تكون رئيسا لكل المصريين، اعمل فسوف يرى الله عملكم ورسوله.. ويراه المصريون.