الرئيس الدكتور محمد مرسى كان متحديا تحدى الواثق حين أعلن فكرة المائة يوم التى من خلالها يكون قد انتهى من ترتيب السياسة الداخلية والخارجية واطمأن إلى سلامة ما يرنو إليه، والدكتور محمد مرسى أستاذ جامعى وأكاديمى يعتمد فى فكره على الأرقام، فهو لا يضرب أرقاماً فى الهواء وقد اعتاد أن تكون تصريحاته مبنية على وثائق وحقائق، ولهذا فالمتربصون له الذين يريدون الإيقاع به هم ليسوا من المعارضة بل هم يحاربون أنفسهم من قبل أن يحاربوا الشعب المصرى ورئيسهم المنتخب أول رئيس مصرى مدنى.. ولهذا فأنا دعوت من قبل ومازلت أدعو الجميع بأن يتكاتفوا ويتواصلوا معاً ويصطفوا صفاً وراء الرئيس محمد مرسى، لأن نجاحه هو نجاح لمصر وللمسيرة العربية، وللخطة القومية التى يسعى إليها، والحقيقة أن التغير صار واضحا وملموسا، وأهم من ذلك أنه وجد صدى طيباً عند الناس، بدءاً بوزارة الدكتور قنديل وصولاً إلى تغيير رؤساء تحرير الصحف القومية ثم تغيير رؤساء مجلس الإدارة بهذه الصحف بعد ثلاثة أسابيع من تغيير رؤساء التحرير، والقريب من المطبخ الصحفى يدرك أن هذا التغيير يحدث لأول مرة فى مصر وهى صيغة من شأنها أن تعطى الصحف حراكاً وتقوى من قيمة الاختيار الديمقراطى، فالاختيار تم من لجنة من كبار الصحفيين اختاروا الأسماء من مجموعة من المتقدمين.. ثم جاء اختيار المحافظين أيضاً بأسلوب حكيم حيث تم تعيين نصف القوة فقط، وهذا أيضاً أسلوب جديد أنا شخصيا أنحاز إليه.. ولعل ذلك كله يضاف إلى كثير من الإنجازات الأمنية، وإن كنت أعترف أن هناك كثيرا من الخطوات لم نزل نحتاج إليها فى الوقت الراهن.. فهناك لا تزال سلبيات فى الجانب الأمنى، وهناك آلاف الهاربين وأساليب الخطف والنهب وسرقات المحلات والقتل بعد طلب الفدية وغير ذلك، لابد أن يكون لوزير الداخلية الأولوية فى الطرق بيد من حديد على هؤلاء قبل أن نتحدث عن الأزمات الأخرى الأمنية.. ثم تأتى أزمة المرور وقد وعدنا الرئيس محمد مرسى بحلها بالاستعانة بكاميرات حديثة من الصين لكشف المخالفات، وهى نتاج الزيارة الأولى له فى هذا العالم الصديق الذى يحس كل بيت أن به لابد سلعة صينية على الأقل، كانت زيارة الرئيس إلى الصين مثمرة جدا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، ورصد العالم لها أكبر الأثر فى رجل يريد الإصلاح السريع لبلاده، ثم يعود من الصين ليذهب فى اليوم التالى مباشرة إلى إيران لحضور افتتاح مؤتمر قمة عدم الانحياز، وهو المؤتمر الذى رفع فيه الدكتور مرسى اسم مصر عالياً.. وكانت كلمته ميثاقاً للحرية والشرف والكرامة، تحدث عن سياسة مصر بكل قوة، تحدث عن أزمة سوريا بكل حقيقة وبدون مواربة وكان واضحا فى إلقاء المسؤولية على رئيس سوريا بشار الأسد المسؤول عن هذه المذابح اليومية ووصفه بأنه رئيس غير شرعى وهو الوصف الذى أرضى الإنسانية، محمد مرسى رجل يجنى يوماً بعد يوم سياسات هادئة إصلاحية قاطعة أرى أنها ستصل بمصر إلى بر الأمان، ويكفينا شرفاً حين اختار نائبه وهو أحد الذين كنا ولا نزال نحمله فى عيوننا رجلا ذا سمعة طيبة وأصالة وتاريخا ناصعا، الدكتور محمود مكى.. ثم اختار أربعة مستشارين إلى جانب الفريق الرئاسى، أسماء نعتز بها ولا يوجد من بينها من يوحى بأى سلبية، إنه يسعى دائماً، لأن يكون فريق عمله ناصع السمعة والتاريخ، أقول للشعب القضية ليست مائة يوم، لأننا واثقون من أن الرئيس سينجح فى وعوده مثلما ينجح كل يوم فى قراراته.. ولكن المهم هو أن ندعم الرئيس ونكون خلفه دائماً وصفاً واحداً لنعلو بمصر ونجتاز الأزمات ونحقق ما يليق باسم مصر وحضارتها.