عفت السادات

أدركها السادات.. فهل ندركها

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012 08:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن القدس الشريف تحولت إلى مجرد سلعة يتم الترويج لها فى المناسبات الانتخابية فقط لا غير، وأصبحت وسيلة لاجتذاب الناخب الأمريكى بإعلان باراك أوباما الرئيس الحالى ومنافسه ميت رومنى أن القدس ستصبح عاصمة لإسرائيل فى حالة فوز أى منهم فى انتخابات الرئاسة الأمريكية نهاية العام الحالى، لم يعد أحد يتحدث عن السلام أو عن الاستقرار والسبب أنهم يؤمنون أن الأقوى هو من يصنع القرار وليس على الضعيف إلا أن ينفذه وينصاع له، أصبحت القضية الفلسطينية فى حكم المتوفاة بسبب أفعال أبناء الشعب الواحد الذين ظلوا لسنوات طويلة يعلقون أخطائهم على شماعات الغير، ولا يبذلون أى مجهود.

أين المصالحة الفلسطينية بين حركتى فتح وحماس اللتين حولتا القضية الفلسطينية إلى مجرد صراع داخلى على السلطة ومناطق النفوذ وتم الاقتتال بينهم، بل وتفاخرت كل حركة بمن تأسره وتقتله من الحركة الأخرى وكأنهم أعداء وليسوا أبناء وطن واحد يجاهد أبناؤه منذ أكثر من ستين عاما لنيل حقوقه المشروعة، كانت الحجة أن نظام مبارك بقيادة اللواء عمر سليمان رحمه الله عليه هو من يعطل المصالحة، ورحل مبارك وتوفى سليمان وظلت الأمور كما هى لم تتغير ولا يلوح فى الأفق أى تغيير.

الوحيد فى العالم العربى الذى أدرك معادلة القوة هذه، وأتقن سياسة المباغتة والانقضاض السريع الحاسم على ما يريد هو الرئيس الراحل محمد أنور السادات رحمه الله عليه، السادات الذى عرض التفاوض لحل القضية الفلسطينية فى ظروف استثنائية ووسط تكاتف عربى بعد تحقيق أول وآخر انتصار عسكرى على إسرائيل وفى وجود قطب أمريكى وآخر سوفيتى على قمة العالم لديهما رغبة فى غلق هذا الملف، وإخماد بؤرة الشرق الأوسط المشتعلة فى ذلك الوقت.

وقتها وقف محدودى التفكير الذين لا يملكون سوى الكلام والجعجعة والخطب الرنانة للطعن فى ما أنجزه السادات والطعن فيه شخصيا وفى أسرته، وإهدار دمه بل والتشكيك فى نصر أكتوبر كرها وحقدا فى شخص السادات! وبعد استشهاده لم يفعل هؤلاء أى شىء بل أدركوا مؤخرا أنه كان على حق، ولو تم ما كان يريد أن يصنعه هذا الرجل لتغير وجهه المنطقة العربية بالكامل.

رحم الله الرئيس السادات، وطالما استمر هذا الوضع وغابت عن الأذهان معادلة أن الأقوى هو من يصنع القرار وإن امتلاك القوة لن يأتى سوى بالعمل، واكتفينا بالطنطنة والجعجعة والشجب والإدانة فأبشروا ستبقى القدس فى القلب.. فى القلب فقط.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة