اختارت إدارة النادى الأهلى طريق السلامة فى حل أزمة محمد أبوتريكة بالتراجع عن عرض اللاعب للبيع، وقررت الاكتفاء بعقوبات الإيقاف شهرين وتغريمه 500 ألف جنيه والحرمان من شارة الكابتن، ليتأكد الجميع أن مجلس حسن حمدى فقد سيطرته على مقاليد الأمور ويستخدم التهدئة والهدنة بحثاً عن الخروج الآمن من القلعة الحمراء.
الإدارة الأهلاوية سربت للإعلام أنها تتجه لعقوبة مفاجأة ضد أبوتريكة وهى عرضه للبيع ترسيخاً لمبادئ النادى، وجاءت ردود الأفعال هادئة وأغلبها موافقة على استبعاد اللاعب وتأييد كامل لموقف الإدارة والجهاز الفنى، لكنها فوجئت برد فعل صادم وغريب من هادى خشبة مدير إدارة الكرة الحمراء وتحذيره مجلس الإدارة من المساس بالقديس، وكأن هناك تعليمات عليا بالحفاظ على اللاعب والإبقاء عليه بالأهلى.
موقف هادى خشبة فتح الباب أمام تأكيد الاجتهادات الكروية بتدخل قيادات الإخوان فى الضغط على إدارة الأهلى لعدم «ذبح» اللاعب كنوع من رد الجميل لأبوتريكة الذى أعلن جهراً فى الشهور الماضية انتماءه لجماعة الإخوان المسلمين ودعمه لها وظهر فى معركة الانتخابات الرئاسية معلناً تأييد الرئيس محمد مرسى، وذهب البعض لوجود تحذيرات رئاسية لمجلس حمدى من المساس بأبوتريكة، ومع العقوبات المعلنة بالإيقاف والخصم المالى يكون منطقياً تصديق تدخل الإخوان فى حماية النجم الكبير، خاصة إذا ما شاهدنا الموقف الموازى من خيرت الشاطر أحد كبار حزب الحرية والعدالة والإخوان بمساندة الألتراس وأبوتريكة فى ضرورة إلغاء مباراة السوبر بين الأهلى وإنبى.
مجلس حسن حمدى يرتعش ومتفكك منذ قنبلة تعيين زميلهم العامرى فاروق وزيراً للرياضة والبعض قلق من تصفية الحسابات والآخرون يترقبون فتح الملفات الشائكة والعمولات والبيزنس الأهلاوى والرضوخ لرغبات الحزب الحاكم والجماعة شىء مقبول فى منطق مجلس مرتعش يريد انتهاء ولايته على خير بعيداً عن المشاكل والمخالفات والصدامات، والعقل داخل المجلس الأحمر دفعهم للابتعاد عن الصدام مع الإخوان وكسب ودهم بتخفيف العقاب ضد أبوتريك،ة وفى الوقت نفسه عدم تعصيد الموقف مع شباب الألتراس الغاضبين بعد لعب مباراة السوبر المحلى، وإعلان بيع القديس كان سيعنى اقتحامات جديدة وردود فعل قاسية من الألتراس سواد بالنادى أو ضد أعضاء المجلس الأهلاوى شخصياً، ولعل التراجع المفاجئ من حسام البدرى عن قراره بعدم الحاجة لأبوتريكة كان له دور مؤثر فى مساعدة حسن حمدى ورفاقه فى الخروج من «ورطة» أبوتريكة حيث فاجأ البدرى الإدارة ولجنة الكرة بأنه لا يستطيع اتخاذ قرار بجحم بيع أبوتريكة ونفى تماماً اتهامات تصفية الحسابات مع اللاعب والتى تداولتها وسائل الإعلام فور تسريب إمكانية بيع اللاعب.
ليكون بذلك كل الظروف ساعدت مجلس حسن حمدى فى الخروج الآمن من «كمين» أبوتريكة والصدام مع الإخوان، ولكن ماذا سيفعل البدرى مع اللاعب؟ هل سيشركه مع الفريق بعد انتهاء الإيقاف أو ربما يرفع الحظر عن اللاعب إذا ما وصل الأهلى للدور النهائى فى البطولة الأفريقية بالرجوع إلى أقوال «الحاجة تبرر الوسيلة» أو «تخفيض العقوبة لحسن السير والسلوك».