صدق الله العظيم إذ يقول: "قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلآيَـاتِۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ"، ولأن الحقد والحسد والكراهية والكفر مازالت موجودة على وجه الأرض، فليس غريبا إذًا أن يسب الحمقى رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، وليس غريبا أن يسب نبى الرحمة، رسول الخير والتقى، وليس غريبا أن يسب من نالت شفقته كل البشرية، حتى بلغت رحمته كفار الأرض.. سبحان الله مع أنه هو من قال صلى الله عليه وسلم: "ألاَ مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِداً، أوْ انْتَقَصَهُ، أوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أوْ أخَذَ مِنْهُ شَيْئاً بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".. فيا له من صاحب رحمة عظيمة بالعالمين، وشفقة كبيرة بالناس أجمعين، فتقرحت أفواه الكفار، وتشققت حناجر الفجار، لما سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد علمنا النبى صلى الله عليه وسلّم قائلا: "يوشك الأمم أن تَداعَى عليكم، كما تَداعى الأكلةُ إِلى قصعتها"، فقال قائل: أومن قلةٍ نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غُثاء كغثاءِ السَّيل، ولينزعنَّ الله من صدورِ عدوكم المهابة منكم، وليقذفنَّ فى قلوبكم الوَهن"، قيل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: "حبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموت.. نعم فقد أحب كل منا الدنيا بالطريقة التى تروق له، ونسينا الله ونسينا الدين وما يحض عليه من مكارم الأخلاق ومن الذود عن نبى الإسلام، من بعث للعالمين نذيرا وبشيرا ومن بعث رحمة للعالمين.. أصبح كل منا طامعا فى شىء من الدنيا، فهذا يريد السلطة وآخر يريد الشهرة وذاك أراد الغنى الخ.
وكان لمثلى أن يدقق فى الحديث لبرهة فوجدت أن النبى صلى الله عليه وسلم أهدى لنا روشتة غير مباشرة وهى ألا نحب الدنيا ونتكالب عليها، فضلا عن أن نعمل للموت "للآخرة".
فماذا علينا الآن تجاه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.. أولا.. أن نطالب البوليس الدولى "الإنتربول" بتسليم من فعل هذا -ممن للأسف هم مصريون- لمصر ومحاكمته.
ثانيا.. أن نقوم بتوعية الجاليات فى بلاد الغرب بإظهار حقيقة النبى صلى الله عليه وسلم البيضاء النقية، وإزالة الغشاوة عن سنته وسيرته السوية، فإن كان عصر الفتوحات قد انتهى فعلينا أن نقوم نحن بهذا الدور، وحسبنا قول النبى صلى الله عليه وسلم "بلغوا عنى ولو آية"، ولنا فيه صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.
ثالثا.. أن نقاطع منتجات من يتجرأ على النبى صلى الله عليه وسلم، بل نقاطع بلاده أيضا.. رابعا.. أن نراعى الله فيما ائتمننا عليه من أبناء وبنات، وأن نزرع فى قلوب أبنائنا وطلابنا، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونغرس فيهم الذود عنه بالنفس والمال والأهل.
خامسا.. علينا أن نعمل ونأكل من أيدينا نحن لا من أيدى الغرب، فقد قال الشيخ الشعراوى رحمه الله من قبل: "من أراد أن تكون كلمته من رأسه.. فيجب عليه أن تكون لقمته من فأسه"، فعلينا جميعا أن نشجع الصناعات الوطنية والعربية والإسلامية، وعدم الاعتماد على أعدائنا فى الحصول على الغذاء، ولنعلم أن أعظم نُصرة لنبينا أن نأتمر بأمره، وننتهى بنهيه.
يقول الشاعر:
وشبَّ طفل الهدى المحبوب متشحاً بالخير متزراً بالنور والنار
فى كفه شعلة تهدى وفى دمـــه عقيدة تتحـــدى كل جبارِ
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد محمود
قصيدة للشاعر عبد الحميد بدوى