واصل شباب الألتراس الأهلاوى ثورته وغضبه دون أى رد فعل من مسؤولى الإدارة الحمراء ووسط صمت غريب من الدولة التى لا أجد مبرراً لسكوتها عن التجاوزات والاقتحامات والبيانات العنيفة من هؤلاء الشباب، وأيضاً عدم وجود نية من المسؤولين للاستماع لهذا الشباب الغاضب الذى يرى نفسه مظلوماً ومهمشاً، ويحاول جر شكل إدارة الأهلى ومسؤولى الجبلاية والأمن ويستفزه كثيراً التجاهل والتعامل معهم على أنهم شوية عيال «بتفضفض» بالتظاهر والاعتصامات ومفيش منهم خوف.
الألتراس اقتحم اتحاد الكرة وأشعل الشماريخ والنيران فى الجبلاية وسرق بعض الكؤوس والدروع فى مشهد «فوضوى» كان رد الفعل الأمنى سلبياً ولم نجد أى متهمين تم القبض عليهم وكل ما فعله الأمن هو شوية «محاضر» وتكثيف للجنود والقوات منعاً لتكرار الواقعة مرة أخرى «واللى فات مات».
أما الأهلى فإدارته أيضاً تعيش حالة توهان بعد الصدام لإقامة السوبر، ومجلس حسن حمدى مرتبك ومضطرب وخائف من شىء ما وأمام اقتحام الألتراس للملعب ومهاجمة الفريق لم تتحرك الإدارة الحمراء فتجرأ الألتراس واقتحم ملعب التتش مرة أخرى وناموا به ليلة كاملة دون تحرك أيضاً من حمدى ورفاقه، فكان طبيعيا أن تتزايد مشاعر القوة لهذا الشباب الثائر ليغلق أبواب النادى أمام الأعضاء ويمنعهم من الدخول فى مشهد غريب والأغرب منه هو الصمت الشديد والرعب من حمدى ورفاقه.
استمرار تجاهل مطالب وثورات واقتحامات الألتراس ينذر بقبلة على وشك الانفجار سيكون ضحيتها عشرات الشباب الواعد ليكرر مذبحة بورسعيد من جديد، فالانفعالات مستمرة بين شباب الألتراس، يشكون من التجاهل والاستخفاف بهم وعدم الشعور بالمساندة من النادى أو وزارة الرياضة فى قضية مذبحة بورسعيد ويريدون تحركات واضحة لدعم أهالى الشهداء سواء عن طريق الدعم المالى أو المعنوى أو الوقوف خلفهم فى مقاضاة القتلة حتى تصدر الأحكام القضائية ضد هؤلاء المتهمين ليستريح الجميع وتعود الحياة لطبيعتها.
شباب الألتراس وأهالى الشهداء تسيطر عليهم تخوفات بأن هناك مخططا لمد زمن المحاكمات فى مذبحة بورسعيد ينسى الناس الكارثة التى راح ضحيتها 74 شاباً وتكون النهاية صدور أحكام بالبراءة، وأكد لى طه دكير من أهالى الشهداء أن هناك هواجس بوجود اتفاقات لإفلات المتهمين من العقاب خاصة بعد صدور قرار المحكمة الرياضية الدولية بتخفيف عقوبات النادى المصرى ومنع هبوطه للقسم الثانى، مع وجود أنباء ودلائل عن تورط اتحاد الكرة فى شبهات التواطؤ مع المصرى وعدم تقديم المستندات الكافية لإثبات مسؤولية النادى البورسعيدى ولعل هذا ما يدفع الألتراس للزج باسم هانى أبوريدة فى عملية «الطرمخة» على المذبحة وتبرئة البورسعيدية كروياً فى المحكمة الدولية الرياضية وجنائياً فى القضاء.
وزير الرياضة ووزير الداخلية ورئيس الوزراء جميعاً مسؤولون عن نزع فتيل قنبلة الألتراس وإنهاء حالة احتقانهم بالجلوس معهم والاستماع لهم والتعرف على طلباتهم ولا يوجد عيب فى تحقيق المتاح منها إذا كانت منطقية ولا تضر أحدا أو تظلم أحدا، لأنه فى النهاية هؤلاء الشباب من أبناء مصر المتحمس الذى يحتاج التوجيه فقط.