«وكأن شيئاً لم يحدث».. هذا هو الاستخلاص الأكبر الذى يمكن استنتاجه مما قاله الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء مع إذاعة «بى. بى.سى»، حول الاحتجاجات أمام السفارة الأمريكية بسبب الفيلم المسىء للرسول عليه الصلاة والسلام.
رئيس الوزراء، أكد أنه خير سلف للذين سبقوه بقوله إن لديه معلومات مؤكدة عن تلقى أعداد من المتظاهرين أمام السفارة أموالا، وأن نسبة تأكيده مائة فى المائة، وستذاع كاملة فى وقت لاحق، وقال إن السلطات المعنية تقوم بالتحرى للوصول إلى من قاموا بدفع هذه الأموال التى اعترف بها 400 من الذين تم اعتقالهم على ذمة الأحداث.
حديث «قنديل» هو نفس ما قيل بعد أحداث السفارة الإسرائيلية التى تجمعت أمامها الحشود، وتم اقتحام مبنى السفارة، وإنزال العلم الصهيونى، ورفع العلم المصرى بدلاً منه، بعدها كتبت صحيفة الأهرام نقلاً عن مصادر جهات التحقيق، أن رجل أعمال قام بدفع أموالاً للمتجمهرين الغاضبين، وذلك بواسطة أتباع له، وأنه عقد اجتماعات فى مزرعة له على طريق مصر إسكندرية الصحراوى، حضرها نحو 150 شاباً من هؤلاء تم نقلهم بسيارات تابعة لرجل الأعمال الذى أقنعهم بأن احتجاجهم ضد السفارة الإسرائيلية هو عمل وطنى كبير، وتناول الحاضرون وجبات غذائية فاخرة، وحصل كل واحد منهم على مبالغ تتراوح بين 5 آلاف و7 آلاف جنيه، ونفذ هؤلاء السيناريو المتفق عليه، بقيام كل مجموعة بتنفيذ الدور الموكل لها.
ذكرت صحيفة الأهرام هذا السيناريو التى نسبته إلى مصادر جهات التحقيق، وأكدت بعد سردها أنه سيتم الإعلان عن كل التفاصيل فى وقت لاحق، وحتى الآن لم يتم الإعلان عن شىء، ولم نعلم حقيقة رجل الأعمال الذى أنفق كل هذه الأموال من أجل حشد المتظاهرين أمام السفارة الإسرائيلية، وبالتالى تأكد الجميع من أن ما قيل هو سيناريو خائب.
والآن، يذكر رئيس الوزراء نفس ما ذكرته صحيفة الأهرام قبل شهور، والفرق الوحيد يأتى فى اختلاف مسرح العمليات، فالسفارة الإسرائيلية كانت فى الماضى، والسفارة الأمريكية فى الحاضر، لكننا أمام نفس اللغة، ونفس العقلية، ونفس السياسات، والاختلاف الوحيد يكمن فى الرواة، وتبقى الحقيقة فى «كأن شيئاً لم يحدث».