محمد فودة

محمد فودة يكتب.. مع سبق الإصرار .. عيد ميلاد غادة عبد الرازق..!

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012 04:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن فى نيتى أن أكتب عن هذا العمل أصلاً... فأنا أحد المشاركين فى صياغته الأولى ورسم ملامحه الإنتاجية، وهو كذلك أحد أبنائى.. "مسلسل مع سبق الإصرار" له فى نفسى شأن كبير لأنه ببساطة يعبر عن قيمة النجاح الجماعى والقدرة على المنافسة، وتحمل مسئولية قيادة سرب الإبداع فى ظل ظروف صعبة.. والحقيقة أن الحماس الكبير الذى لاحق نجمة العمل غادة عبد الرازق كان هو الحافز الأساسى للنجاح الفخم الذى توجه ليكون على قمة الأعمال الدرامية الرمضانية، ويجوز على أكبر نسبة مشاهدة، ويصبح هو المولد الجديد الحقيقى لغادة حتى إن النقاد الذين اختلفوا معها من قبل، أيدوها تماماً، وكأنها تعيد اكتشاف نفسها من جديد، فقد كانت نموذجاً مثالياً تنطلق من خلال التحدى والإصرار على النجاح والتألق الغنى، هذه الفنانة أخلصت لعملها حتى أنها جعلت من فن التمثيل كل كيانها وأول أولوياتها حتى قبل ابنتها وزوجها، وأنا شخصياً كنت أقول دائماً إن بداخل غادة طاقات كامنة وتوهجا فنيا لم يكتشف بعد ويحتاج أن تستخرج من منجمها هذه الكنوز.. وأرى أن كثيراً من هذه الكنوز قد ظهرت واضحة للجمهور فى هذا المسلسل فكان أداؤها التمثيلى فى قمته وتحس أنه يستحق أن يدرس... فكانت كأنها تلقى مرافعة فى التمثيل مؤكدة أن الفنان يؤدى كل الأدوار، تبلور ذلك فى هذا العمل.. وما لا يعرفه كثيرون أن قصة وموضوع المسلسل هى التى رسمت ملامحه، غادة عبد الرازق وكان للسيناريست البارع أيمن سلامة، بلورة ذلك فى حوار راق خلاق، تمكن فيه أن يصل بالقصة للجماهير بحرفية واضحة وموهبة لامعة، تجعلنى أؤكد أنه سيكون نجم الكتابة الدرامية فى السنوات القادمة.. نجح سلامة فى "مع سبق الإصرار" فى الوصول إلى أدق تفاصيل أبطال عمله وتشريح نفوسهم المتصارعة.. بهدوء وموضوعية، ونجحت غادة فى أن تخلع العباءة التى حاصرتها فى أدوار كثيرة، فقد طالبها النقاد بأن تخرج من عباءة الفتاة الشعبية ومن أدوار الإغراء، وانسلخت بالفعل فى هذا المسلسل عن ذلك لتخرج إلينا فى أبهى حالاتها، مؤكدة أن الدراما المصرية يمكنها أن تعمل وأن تنافس الدراما التركية.. كانت غادة تدقق فى كل التفاصيل ولا تنسى أى لفتة يمكن أن تضيف لأصغر مشهد، وتختزن خبرتها وموهبتها الجياشة فى كل ما تقدمه فلا تبخل على جمهورها بأن تقدم فى كل عمل جديدا تقدمه عناصر جديدة، تخبئها فى جعبتها وتخرجها وقت الحاجة إليها، وهى سمة الفنانين الكبار، الذين ينحتون طريقهم على رخام رحلة الحياة، ويستلهمون مستقبلهم من مفردات الإدارة والعمل الدءوب الجاد المستمر، غادة عبد الرازق مثلت فى مسلسلها "مع سبق الإصرار" نموذجاً مصرياً يعطى الأمل لتخطى العقبات ويرصد طاقات من الإلهام والمواهب، غادة توزع هذه الطاقات على غيرها من النجوم ومن العاملين معها فى العمل... وتعطى روحاً جادة وجديدة.



هذا العمل صورة مشرفة للمخرج الشاب المتحمس دائماً محمد سامى .. أما وائل درويش المصور المحترف فقد اقتنص اللحظات المبهرة فى حياة عمله وفى حياة أبطال المسلسل واحداً خلف الآخر... كان بارعاً كمدير تصوير له عين خارقة تجنى ثماراً لا نراها وترسم ملامحاً قد تختفى عن عيوننا جميعاً فلا يراها سواه.. إنه نموذج لمديرى التصوير المحترفين، أما مهندس الديكور رامى دراج فقد كان عمله سيمفونية متكاملة رائعة، أضافت الكثير من مصداقية المسلسل.. وأنا حين أسطر عن هذا العمل فلست متحمساً أو منحازاً ولكنى أكتب عن حالة نجاح على قمته الفنانة غادة عبد الرازق التى كانت ربه العمل بحق تطغى بروحها المشعة على الجميع من أصغر عامل حتى أكبر فنان، وأنا اخترت لها من قبل لقب فينوس الدراما المصرية.. وهى بالفعل كذلك بل كانت فى "مع سبق الإصرار" أكثر فينوسية.. هذا المسلسل أعاد أيضاً اكتشاف فنانين قدموا أعلى حالات تألقهم.. الفنانة روجينا كانت مبهرة وظهرت عبير صبرى فى قمة نجوميتها.. وكان طارق لطفى عبقرياً فى أدائه.. والمتألقة دائماً ميار الغيطى فى تألق مستمر.. وأحمد مالك الموهوب الواعد ننتظر منه الكثير.. أما النجم المخضرم أحمد راتب فكان فى قمة نجوميته وتألقه راسخاً شامخاً فريداً فى أدائه ليستخرج فى هذا العمل خبرته وحيويته ونضارته المستمرة.



"مع سبق الإصرار" إعلان ميلاد جديد لغادة عبد الرازق وفى المقابل مسئولية كبيرة لتجاوز هذا النجاح .. فنحن نترقب وننتظر غادة فى التحدى الجديد.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة