سعيد الشحات

غزلان والرئيس والدستور

الأربعاء، 19 سبتمبر 2012 09:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى يؤكد فيه الدكتور محمد مرسى أنه رئيس كل المصريين، يتبارى بعض قادة حزب الحرية والعدالة فى الإدلاء بتصريحات ضد هذا الاتجاه، وآخرها تصريحات الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين، وعضو الجمعية التأسيسية للدستور، وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، والتى تحدث فيها عن تشكيل الجمعية واحتمالات حلها.

قال غزلان بثقة، أنه لو تم حل الجمعية، أعتقد أن رئيس الجمهورية سيعيد تشكيلها بنفس التشكيل الحالى، ولذلك فإن أعصاب أعضائها حاليا مستريحة، وطبقا لهذا التوقع، فإن غزلان يبدو وكأنه يتحدث نيابة عن الرئيس فى هذا الأمر، ويكشف نية الرئيس الحقيقية، التى تتنافى كلية مع الوعد الذى قطعه قبل التصويت فى جولة الإعادة، بإعادة تشكيل الجمعية بإدخال عناصر لا تنتمى إلى قوى الإسلام السياسى، ولم يكن هذا الوعد فى الغرف المغلقة، وإنما تم الإعلان عنه فى مؤتمر جماهيرى حاشد بميدان التحرير حضره رموز وطنية عديدة، وتحت بند التخويف من قيام «العسكر» بتشكيل الجمعية فى حالة حلها بحكم قضائى، تم مناشدة أصحاب الدعاوى القضائية المطالبة بحلها بالتنازل عنها لتفويت الفرصة على «العسكرى».

نجح الرئيس مرسى فى الانتخابات، ولم ينفذ وعده، بل تم تعمد إغفال تجديد الحديث عنه، فى مقابل سيل من التصريحات حول ما يحدث من مناقشات بالجمعية، وقول بعض أعضائها، بأن مصر على موعد مع دستور عصرى، لكن شخصية بحجم وقيمة الدكتور وحيد عبدالمجيد المتحدث الرسمى باسم الجمعية، لم يخف تشاؤمه فى الأيام الماضية، كما أن بعض التسريبات الصحفية تشير إلى أننا أمام مناقشات تبدو وكأنها تعالج اللحظة السياسية الراهنة، وإغفال أن الدستور تتم كتابته من أجل المستقبل.

أعود إلى تصريحات غزلان التى تعد بمثابة رسالة إلى الجميع بعناوين مختلفة، فعلى طريقة: «إنسى يا عمر» فى الإعلان الشهير، يبعث عنوانا إلى الذين حصلوا على وعد من الرئيس، وإلى كل الداعين لجمعية تأسيسية لا يتغلب فيها تيار سياسى على آخر، ويبعث بنفس العنوان إلى أصحاب الدعاوى القضائية ضد تشكيل الجمعية، ويبقى عنوانه الأهم، وهو الحديث باسم الرئيس فى قضية لا يجوز احتكار فصيل سياسى الحديث عنها، لأنها قضية مصر كلها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة