نحن فى حاجة فعلا لتحالف الأمة المصرية بما يمثله من قيم وسطية تتواصل مع تاريخ المصريين فى النضال من أجل التحرر من كل أشكال الاستعمار والعمل على بناء الدولة المدنية الحديثة والدفاع عن سيادتها من كل القوى الطامعة من الخارج أو أصحاب التوجهات الطائفية الضيقة فى الداخل.
لفت نظرى فى وثيقة تحالف الأمة التى اتفق عليها شركاء التحالف، ستة مبادئ أساسية، فى مقدمتها التأكيد على ضرورة مشاركة كل القوى الوطنية فى صياغة الدستور المدنى الحديث والكفيل بوضع أساس الدولة العصرية المرجوة، وثانيها التأكيد على رفض كل محاولات تفتيت النسيج الوطنى، وما أكثرها سواء بالنسبة لفئات عانت من التهميش على أساس عرقى مثل أهالينا فى النوبة أو سيناء أو الصحراء الغربية، أو على أساس نوعى مثل المرأة والمعاقين، أو على أساس دينى مثل إخوتنا الأقباط.
المبدأ الثالث الإيجابى والذى يستحق الدعم هو إعلان الوثيقة أن تحالف الأمة هو تحالف كل المصريين الذين يتمسكون بمبادئ المواطنة ويدافعون عن الهوية المصرية، وفى هذا المبدأ لو التفت إليه الناشطون. درع واق لنا من كل أشكال الاستهداف التى تعمل على تفجير مجتمعنا بعد الثورة وتحويله إلى طوائف وفئات متناحرة.
المبدآن الرابع والخامس، أكدا ما هو معلوم بالضرورة من رفض المساس بالسيادة الوطنية أو التفريط فى التراب المصرى وثروات وموارد الشعب، وكفالة الحقوق والحريات الأساسية وسيادة القانون. وشدد المبدأ السادس على قضية مهمة وهى تفعيل جهود ودور المصريين فى الخارج من خلال التواصل معهم والدفاع عن مصالحهم وحقوقهم.
وبرغم تأييدى وإعجابى الشديدين بالمبادئ الستة التى اشتملت عليها وثيقة تحالف الأمة المصرية، فإننى أخشى على الوثيقة والتحالف معا من أمرين، هما من أمراض السياسة المصرية، أولهما تغليب العنصر الذاتى على المصلحة العامة وهو غالبا ما يؤدى إلى عدم اكتمال أى عمل جماعى وينتهى إلى انقسام يعقبه آخر، وصولا إلى التفتيت، أما الأمر الثانى الذى أخشى منه، فهو الفقر فى التطبيق والعرض على الناس أصحاب المصلحة الحقيقية والمستهدفين بالتحالف ووثيقته. أخشى أن ينحصر التحالف ووثيقته فى الغرف الحزبية المكيفة وألا يصل للجماهير فى القرى والنجوع وأن يكون بالنسبة إليهم شغل بكوات لا يفهمونه ولا يشعرون به، ومن ثم لا ينفعلون معه أو يؤيدونه.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة