الهجوم المسعور على حمدين صباحى أصبح قوتاً يومياً للمليشيات الإلكترونية المنظمة التى تطلق سهامها المسمومة فى لعبة مكشوفة للمتابعين، انصياعاً لقاعدة «السمع والطاعة» العمياء التى تربوا عليها ويتحركون بناء عليها دون استخدام نعمة العقل التى أنعم الله بها عليهم للتفكير والتدبر، وبمجرد صدور الأوامر ينطلق سهام الجهل والحقد والضغينة ضد تصريحات ونشاطات وتحركات حمدين حتى لو لم يكن لها علاقة بالتيار الذى تنتمى إليه المليشيات الإلكترونية.
المشكلة الحقيقية عند هؤلاء أن حملة التشويه والتضليل التى يقومون بها يومياً ضد حمدين صباحى لم تتطور فى أدواتها وأساليبها منذ إعلان حمدين موقفه من انتخاب الرئيس محمد مرسى للرئاسة فى الجولة الثانية، فالأسماء واحدة لا تتغير و«أكليشيهات» التعليقات والتدوينات الموزعة عليهم ثابتة، رغم نصائح بعض الظرفاء من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى لأفراد المليشيات بضرورة التطوير والتغيير فى طريقة الهجوم الأهوج والمبتذل على حمدين.
لكن وكما قال الشاعر «أخو الجهالة فى الشقاوة ينعم»، فالحماقة أعيت من يداويها، ولا فائدة من النصح بالموضوعية واستعمال العقل فى الهجوم والنقد.
المفارقة بالأمس أن «إخوة الجهالة» والمسؤول عنهم فى المقطم لم يتريثوا فى الهجوم على حمدين صباحى ومؤتمر «التيار الشعبى» فى عابدين حتى ينتهى حمدين من انتهاء كلمته، فانطلقوا فى سيل الشتائم والتجريح على المواقع الإلكترونية وبعض الفضائيات.
لست هنا بصدد الدفاع عن حمدين صباحى، فالرجل مواقفه معروفة وتاريخه النضالى لا يخفى على أحد، ويكفى أنه فى الوقت الذى كان تتفاوض فيه الجماعة مع الحزب الوطنى وتعقد الصفقات مع رموزه فى انتخابات 2010 - الأقوال والتصريحات الصحفية وقتها منشورة - كان حمدين يقود مظاهرات الفلاحين فى ميدان التحرير ويقف فى ميدان عابدين ضد توريث الحكم لمبارك الابن فى عز سطوة النظام السابق وبطشه وجبروته. وفى مجلس الشعب 2005 الذى ضم 88 نائباً إخوانيا كان حمدين أول نائب برلمانى يفجر قضية تصدير الغاز إلى إسرائيل.
فى النهاية لن تجدى حملة التشويه والتضليل المنظمة والممنهجة فى التأثير على شعبية حمدين التى تزداد يوما بعد يوم ولن تعرقل مسيرة «التيار الشعبى» الذى يمثل أشواق المصريين الحقيقية فى التغيير ويحقق لهم أحلام الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والاستقلال الوطنى.