كتبت أمس رسالة إلى التيار المدنى، وخلاصة ما فيها أن ابتعدوا عن التحالف مع الفلول.
واليوم أكتب رسالة إلى الإسلاميين، ومن الطبيعى أن يكون ما فيها أكثر مما فى رسالة الأمس، فهم الأكثرية السابقة فى البرلمان المنحل، وهم الأكثرية المتوقعة فى البرلمان القادم فى رأى كثيرين، وهم أكثرية فى الجمعية التأسيسية للدستور، ومنهم رئيس الدولة، لذلك ربما أقسو قليلا، وعذرى أنى ناصح أمين، لا غرض لى، ولا مغنم أنتظره، كما أن تاريخى يبرئنى من الحقد على هذا التيار، فأنا قريب من هذا التيار أو جزء منه كما يعتبرنى البعض، بحكم الدراسة، وبحكم الانتماء الأسرى، شئت أم أبيت.
رسالتى إلى الإسلاميين تتخلص فى أربع نقاط:
أولا: ابتعدوا عن الفلول فى السياسة والاقتصاد.
أى لا تتحالفوا معهم سياسيا، ولا تشاركوهم اقتصاديا، وإذا ارتكبتم تلك الخطيئة فما أنتم إلا كمن انقلب على عقبيه، أو كبنى إسرائيل الذين استبدلوا الذى هو أدنى بالذى هو خير.
تحالفاتكم السياسية مع الفلول لا مبرر لها سوى الطمع، وهو من أمراض القلوب، وشراكاتكم الاقتصادية معهم لا يمكن أن تفهم إلا على أنها تثبيت للأوضاع الحالية، ورضا بالظلم الاجتماعى الذى أسس له مبارك، وأنكم تقبلون الظلم لغيركم، وأنكم ما عارضتم الظلم إلا لأنه قد وقع عليكم أنتم.
ثانيا: لا تستأثروا بالحكم.
وذلك فى البرلمان أو فى الجمعية التأسيسية أو فى الرئاسة أو فى أى موقع.
وتأكدوا أنكم إذا قننتم سلطات الحاكم على كرسيه اليوم فإن الله سيعكس الآية فى غد قريب، فترون السيف الذى سللتموه على معارضيكم وقد وضع على رقابكم.
ثالثا: أنصفوا قواعدكم.
أعنى شباب الإسلاميين، فبهم صرتم فى الحكم، ولولاهم لتورطتم مع نظام مبارك فى صفقات أثناء الثورة، أنصفوا هؤلاء بطريقتين، الطريقة الأولى أن تعترفوا بأن هناك شيئا اسمه «سن التقاعد»، وأن المرء يصل إليه شاء أم أبى، وأن غالبية قيادات التيار الإسلامى لا تصلح للقيادة الآن، وأنها قيادات شاخت فى التنظيمات السرية، ولا تصلح لقيادة الدولة.
الطريقة الثانية أن تترفقوا بهم إذا اجتهدوا وأخطأوا، لأنهم يعملون فى ظروف جديدة ومن الطبيعى أن يخطئوا.
رابعا: أنشئوا إعلامكم الخاص بمهنية واحتراف.. وامنحوه كل الحرية، ليكون إعلاما يثق الناس فيه، ولن يحدث ذلك إلا إذا نطق هذا الإعلام بما عليكم قبل أن ينطق بما لكم، وتأكدوا أن قنواتكم لن تغنى عنكم شيئا، لأنها قنوات تتحدث عنكم بمطنق «طويل العمر»، ولا يراها ولا يصدقها إلا أنصاركم حتى إذا نطقت صدقا.
هذه رسالتى، والله من وراء القصد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
احييك على هذا المقال وهذا الفكر الراقى والحكيم والمستنير - لقد نطقت بكل الصدق
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
الرئيس محب لبلده وشعبه ولكن كل الخوف فى بطانته وحزبه وحكومته
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
المصالحة الوطنية يا إبن الإمام العزيز
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
لماذا الجأ للفاسديين وعندى ملايين الخيريين - الرفيق قبل الطريق
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
lمحمد زعير
جميل
كلام جميل ونقد بناء ونصائح غاليه
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر عيد
عهدنا منك الانصاف
رسالة فى قمة الرقى الادبى كما تعودنا منك
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
هل تذكر القرض والضرورات تبيح المحظورات - للاسف يرى البعض صحتها بالاستعانه بالفلول
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد غريب
الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
الرئيس رغم حبه لبلده وشعبه الا انه مقيد باوامر الجماعه ولا يستطيع الفكاك منها
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
ليتهم يسمعون