الخجل، هو الشعور الوحيد الذى يجب أن يحيطنا ونحن نسمع ونتجاهل بوعى أحياناً، أو بدون وعى أحيانا أخرى، أخبار وتفاصيل ثورة 14 فبراير المغدورة فى البحرين.
نعم علينا جميعاً أن نخجل من أنفسنا من اندفاعنا وراء ما يراد لنا أن نتحمس له وما يراد لنا أن نغمض عيوننا عنه، فى الوقت الذى نتصور أنفسنا فى خانة الثوار والنشطاء المدافعين عن حرية الرأى والتعبير وعن حق الشعوب فى أن تحدد مصيرها بأنفسها وبإرادتها.
لماذا هذا الصمت عن حبس الناشطة زينب الخواجة بتهمة مضحكة هى تبديد وإتلاف ممتلكات عامة تعود إلى وزارة الداخلية البحرينية، ما هى هذه الممتلكات العامة؟ صورة جلالة ملك البحرين؟ من الادعاء والشهود، ضباط وأفراد الشرطة البحرينية، من المسؤول عن استمرار هذه المهزلة؟ نحن جميعاً.
علينا أن نسأل أنفسنا: لماذا نصرخ فى وجه الطاغية بشار الأسد ونؤيد كل ما يفعله الجيش الحر فى سوريا الشقيقة الجريحة، بينما نتجاهل الشهداء فى تلك الجزيرة الصغيرة على الخليج، كما نتجاهل التدخل السعودى الغاشم وقوات درع الجزيرة لسحق الثوار المطالبين بالحرية؟
علينا أن نسأل: لماذا نؤرخ للتاريخ العربى الجديد بميلاد الربيع العربى فى تونس ومصر وليبيا واليمن ونرجوه فى سوريا، بينما نتجاهل رياحه التى تهب فى جزيرة البحرين أو إمارة البحرين أو مملكة البحرين، لا يهم التسمية، وإنما ما يهم حقا، أن شعبا عريقا فى هذه البقعة العربية الصغيرة يسعى لانتزاع حريته بينما تتكالب عليه كل أشكال التعتيم والتواطؤ، بما فيها صمت وسائل الإعلام!.
وعلينا أيضاً أن نرفض الازدواجية التى تتعامل بها دول الخليج مع ما يحدث فى البحرين، بل ويسعى بعضها إلى الدفع بقواتها العسكرية لوأد الثورة الوليدة، بينما تسعى من ناحية أخرى إلى دعم الجيش الحر فى سوريا وعزل بشار الأسد بكل ما أوتيت من مال ونفوذ وهلع على عروش الأسر الحاكمة؟
الكلام عن الربيع العربى فى سوريا فى وزارات الخارجية الخليجية وفى أروقة الجامعة العربية يجب أن يترافق معه خطاب عربى عن ربيع البحرين، وعن ضرورة دعم الثوار ووقف عدوان الآلة العسكرية الغاشمة عليهم، أما أن يكون الحديث عن ربيع عربى فى سوريا ومنع تصدير الفوضى إلى البحرين ودول الخليج فى قاعة واحدة ومن نفس المسؤولين، فهذا هو العفن الذى لا يحمى عروشا أو يحفظ كروشا من مصيرها المحتوم.