تحدث معى الكاتب محمد سلماوى بمرارة ملحوظة عندما سألته فى برنامج «صح النوم» على قناة التحرير عن حلول الذكرى السادسة لنجيب محفوظ، وقال: العالم كله يحتفل بمحفوظ بترجمة أعماله وتحويل رواياته لأفلام ومسرحيات، وتقام الندوات فى ألمانيا وفرنسا والمؤسسات الرسمية فى مصر تتجاهل الذكرى وتساءل: أين متحف نجيب محفوظ الذى طالبنا به منذ رحيله قبل ست سنوات؟ أخذت كلام الأستاذ سلماوى وطرحته على الدكتور صابر عرب وزير الثقافة، وطلبت منه أن يجيب عن هذه الأسئلة على الهواء أمام المشاهدين واستجاب، وقال كلاما فهمت منه أن الوزارة أعدت مجموعة ندوات فى هيئة الكتاب والمجلس الأعلى للثقافة للاحتفاء بالذكرى، وأنه أمر بإعادة طبع بعض أعماله بأسعار مخففة فقلت هذا كلام رائع، لكن أين متحف نجيب محفوظ فقال نحن طرحنا المتحف لمناقصة وخلال أسبوع سنبدأ فى إعداده، على أن يتم افتتاحه فى ذكرى ميلاده فى شهر ديسمبر المقبل، وسيكون المتحف داخل أحد البيوت الأثرية بالقرب من حى الجمالية الذى ولد فيه محفوظ واعتبرت هذه الخطوة مبادرة عظيمة واستجابة لنداء المثقفين وعشاق أدب محفوظ وصرخة اتحاد كتاب مصر برئاسة سلماوى، لكن هل هذا يكفى؟ فى اعتقادى أن هذا ليس كافياً لأنه بالمقارنة باحتفالات دول العالم برموزها الأدبية والثقافية نجد أن وزير الثقافة أعد هذه الاحتفالية المتواضعة على عجل، وانظروا ماذا فعلت أوروبا فى ذكرى إبسن الذى حصل على نوبل وأقاموا له احتفالية لمدة عام من النرويج مقر ميلاده وحتى معظم عواصم أوروبا، انظروا ماذا فعلت أفريقيا فى ذكرى وول سنيكا وتعلموا كيف تنتهز الدول هذه المناسبة لتعريف الدنيا بآدابها وفنونها وحضارتها ورقيها وكيف تتحول مناسبات الاحتفاء بالرموز إلى فرصة لإعلاء اسم وراية الوطن، ونحن فى أمس الحاجة الآن لتعريف العالم أننا لم ندفن نجيب محفوظ حيا وميتا وأن الشاب محمد ناجى الجاهل الإرهابى الذى حاول نحره بسكين جهله لم يكن إلا شابا زيفوا عقله وحولوه لإرهابى يحاول قتل مبدع، قالوا له إنه كافر وأن الشيخ السلفى الذى نعت أدب محفوظ بالدعارة لم يقرأ أدب محفوظ بل هو منعدم الذوق وفاقد للرأى والرؤية، كان لابد أن يكون الاحتفاء بذكرى محفوظ هذا العام استثنائياً وشعبياً ورسمياً، كنت أتصور أن تشارك وزارات التعليم والبحث العلمى والشباب والرياضة والجامعات والنوادى فى هذه الذكرى وأن تتم دعوة رموز الأدب والإبداع من كل العالم للتأكيد أن مصر منارة الإبداع فى المنطقة، ولكن مجرد عدة ندوات لا يحضرها إلا بضعة أفراد وموظفين من الوزارة من زاوية سد الخانة، فهذا لا يليق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
ثورة يناير علي كل ما قبلها