الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسيية كنيسة وطنية بامتياز، وإن كانت مصر هى أقدم دولة فى التاريخ، فكذلك الكنيسة هى أقدم كنيسة فى العالم، وتتميز عن باقى الكنائس الأخرى «كنائس: «أورشليم- روما- أنطاكية- القسطنطينية» بكونها كنيسة وطنية يسبق لديها لاهوت الوطن لاهوت العقيدة، فهى تسمى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أى أن الهوية الوطنية «القبطية» تسبق فى تعريفها العقيدة الأرثوذكسية، فهى لم تقع فى مصيدة إغواء الحملات الصليبية بشعار الصليب، وحارب أبناؤها ضد الحملات الصليبية، كما رفضت حماية روسيا القيصرية الأرثوذكسية، وحينما ذهب القنصل الروسى للبطريرك يعرض عليه حماية القيصر للكنيسة سأله البطريرك: وهل قيصركم يموت؟ فرد القنصل: نعم. فأجاب البطرك: ولماذا نضع أنفسنا فى حماية شخص يموت إذا كنا فى حماية الله الدائم الذى لا يموت، وحينما حاول نابليون إغواء الكنيسة للوقوف بجانبه ضد ظلم المماليك والعثمانيين رفضت الكنيسة وقاتل أبناؤها مع مشايخ الأزهر وسائر المصريين حتى جلاء الحملة عن مصر، ووقفت الكنيسة وأبناؤها 1804 مع الشريف عمر مكرم فى ثورته ومع عرابى 1882 فى نضاله، الأمر الذى أدى إلى نفى الإنجليز للبطريرك الأنبا كيرلس الخامس إلى دير البرموس، ومواقف الكنيسة مشهودة فى ثورة 1919، كما رفضت أن تكون أقلية فى دستور 1923، ورحبت بثورة يوليو بما فى ذلك قرارات يوليو الاشتراكية 1960 رغم أن تلك القرارات بشكل غير مقصود صادرت المكانة الاقتصادية للنخبة القبطية، واستمرت الكنيسة فى مواقفها الوطنية بعد حرب 67 وأوفد قداسة الأنبا كيرلس السادس نيافة الأنبا صموئيل ليجوب العالم ليفضح الاحتلال الإسرائيلى، وصدرت سلسلة كتابات بعنوان «من وراء خط النار» من بيت التكريس فى حلوان عبر فيها الرهبان عن مواقفهم الوطنية ضد الاحتلال الصهيونى، وصولا للعبور العظيم الذى كان أحد قادته اللواء فؤاد عزيز غالى، ثم ثورة 25 يناير التى قدم فيها الأقباط الشهداء والجرحى وفى مقدمتهم مايكل مسعد ومينا دانيال.
كما أن الكنيسة منذ 1872 يدور داخلها صراع ديمقراطى حول لائحة المجلس الملى، ومنذ 1927 دار الصراع حول لائحة انتخاب البطريرك، وما بين الصراعين رفعت 16 قضية، وعقدت 8 جلسات للبرلمان، ومنذ لائحة انتخاب البطريرك 1927 التى وضعها الفقية الدستورى صبرى أبو علم وحتى لائحة 1957 مازال الصراع الديمقراطى ممتدا حتى القضايا التسع التى رفعت مؤخرا بشأن انتخاب البطريرك 118، تاريخ طويل ومجيد، لن تهزه عوامل التفكك، كما لن يؤثر على أقدم كنيسة الصراع الدائر لأن مصر المحروسة والكنيسة، أبواب الجحيم لن تقوى عليها، لأن جماعة المؤمنين أكبر من الكنيسة والكنيسة أعظم من البطريرك.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ashrafishak
ما بين صواب ... وخطأ
عدد الردود 0
بواسطة:
Mena
مقال جميل ولكن تصحيح ,
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري مش فاهم حاجة
مقال رائع لانه صادق
مقال اكثر من رااااااااااااااااائع
عدد الردود 0
بواسطة:
بيشوى
تحفظ على قرارات 60