حقا إنها الحياة التى دائما ما تترك للموت أبوابها على مصراعيها يخطف منها من يريد.. فى وقت محدد فى لوح بنى آدم، الذى تأخذه العزة بالإثم أحيانا فيتصور أن المشوار طويل.. وأنه يمتلك تذكرة ذهاب بلا عودة إلى الخالق العظيم!
لا.. عزيزى القارئ.. أخى ابن آدم.. موعد رحلة العودة من الدنيا محدد لكنك لا تعلن به.. إنما على ما أظن تترك لصاحب الأرض ومن عليها، عسى أن يتعظ البشر، وهم يسمعون ويرون كيف يذهب من يناديه قضاؤه وقدره.. فلا يستطيع حتى أن يودع عزيزا لديه، أو يسدد فاتورة أفعاله، أو يتصالح على أخطائه.
لكن أخى بنى آدم.. فقط بعد ربط الأحزمة لرحلة مغادرة الحياة تبدأ فى تحصيل كل ما يمكن تحصيله من مستحقات عن مجمل أعمالك.. حسابك فى بنك الدنيا رصيدك ورقمه السرى ملك ما قدمت يداك.
إنه الموعد الذى طال انتظاره مع جنرال الكرة، الذى واجهته دائما جيوب الفساد فى إدارة الكرة.. حتى ترك لهم الجمل بما حمل وغادر إلى بلاد أخرى قدم لها خلاصة تجاربه.. وحقق نجاحات عميقة، وكرم بما يستحق.
انتظرنا الجنرال طويلا.. ومع أنه رجل يعرف معنى وقيمة الوقت والوعد، لكن «الموعد» طال انتظاره.. رحم الله الجوهرى العظيم الأفعال، لن ننساه.. ولن نحاسبه على طول الانتظار.. القيم النبيلة تحتاج من يسعى إليها.. لا من ينتظرها.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد محمود المالح كاتب سيناوى
البقاء لله