الرئيس.. مرسى
لعلك تعرف جريدة الشعب التى كانت ملء السمع والبصر فى التسعينيات، هذا العقد الذى كانت المواجهة مفتوحة بين النظام البائد وبين كل قوى المجتمع الحية وعلى رأسها الإخوان المسلمين، فلقد بدأت المحاكمات العسكرية لمنتسبى الإخوان فى ذلك العقد.
ظلت صحيفة الشعب صوت كل من لا صوت له فى مصر، فقد فتحت أبوابها على مصراعيها مشرعة للإخوان المسلمين ولكتابها، وقت أن كان ذلك عملا يبدو مخاطرة وخطرا، ولم يرهبها بطش النظام أن تتابع ما يجرى للجماعة من بطش النظام وتضييقه عليها، حتى كانت أحد المراجع المهمة للتثقيف السياسى للإخوان المسلمين. وكانت جريدة الشعب عالية الصوت والهمة فى مواجهة النظام السابق حتى عنونت المانشيت الرئيسى لها بقلم رئيس تحريرها المناضل عادل حسين «التغيير أو شاوشيسكو»، وكنت أسمع وقتها فى اجتماعات بحزب العمل قادة للإخوان المسلمين يشفقون على الجريدة وكتيبة مناضليها من الصحفيين أن يبطش بهم النظام الطاغوتى، ولكن صوت الشعب كان هو أذان التغيير لهذه الأمة والدعوة العالية إليه بلا خوف أو وجل. هذه الصحيفة هى التى خاضت معركة إسقاط الطاغية «زكى بدر» الذى كان يقول إنه سيضرب فى سويداء القلب، وهذه الصحيفة هى التى أطاحت بوزير الداخلية حسن الألفى، وخاضت معارك الهوية مع وزير الثقافة فيما يتعلق بوليمة لأعشاب البحر والتى تحرك فيها الشارع مع كلمات جريدة الشعب ضد أوكار الإلحاد فى وزارة الثقافة.
اليوم وقد حدث التغيير فعلا وقامت الثورة التى كانت جريدة الشعب داعية لها ونذيرا مبينا إليها، نجد صحفيى الشعب مشردين لا يزالون، فقد عاقبهم النظام السابق بإغلاق جريدتهم عام 2000، وحرمهم من أبسط حقوقهم وهو الانتماء لمؤسسة صحفية يمارس فيها الصحفى عمله، وحين أغلقت الجريدة أضرب الصحفيون وتم الاتفاق على صرف رواتبهم من النقابة وهى رواتب ضعيفة، وظلت تلك الرواتب كما هى لم تزد ولا فلسا واحدا منذ عام 2000. لم يتوان صحفيو الشعب عن المطالبة بحقوقهم وكان آخر إضراب لهم عام 2009، وانتهى إلى اتفاق مع الدولة عبر نقابة الصحفيين ونقيبها فى ذلك الوقت والمجلس الأعلى للصحافة بتسوية التأمينات والرواتب وتوزيع الصحفيين على الصحف القومية، وحتى الآن لم يحدث شىء مرجو بسبب أن الثورة كانت تقاتل على عدة جبهات. الآن صفا الجو من كثير من كدره وأصبح أمامنا رئيس منتخب ومجلس أعلى للصحافة ومجلس أعلى لحقوق الإنسان، ونحتاج لقرار من الرئيس بتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه مع الدولة ومؤسساتها منذ عام 2000 وحتى الآن، نريد أن تنتهى مأساة مئة صحفى وإدارى وأسرهم. كثيرون ممن هم فى أروقة النظام كانت الشعب نافذة لهم على قرائهم نذكر منهم الصديق الدكتور رفيق حبيب، والصديق الأستاذ سمير مرقس، والصديق الدكتور سيف عبدالفتاح، والكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد، والصديق المهندس عصمت سيف الدولة، والدكتور عصام العريان، والشاعر فاروق جويدة.
نريد يا ريس قرارا منك ينصف صحفيى الشعب وأسرهم، فإن القاعدة تقول «لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل» وكانت الشعب فى المقدمة سجن رئيس تحريرها وسجن صحفيوها ورفعت كلمة الحق فى وجه الطاغوت، فلا تستكثروا عليها قرارا يعيد الحق إلى نصابه ويحفظ لهؤلاء الصحفيين كرامتهم وحقهم فى العمل والحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة