عادل السنهورى

تهانى الجبالى.. شجاعة قاضية

الخميس، 10 يناير 2013 09:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما لن تتولى امرأة فى مصر منصبا قضائيا رفيع المستوى مثل المستشارة تهانى الجبالى التى أصبحت منذ عام 2003 وحتى وقت قريب أول قاضية وأول سيدة مصرية تحتل المنصب القضائى الأعلى فى تاريخ مصر كنائب رئيس المحكمة الدستورية العليا. وربما وبعد خروجها من عضوية المحكمة بفعل دستور «نص الليل» علينا أن ننتظر طويلا وعلى المرأة المصرية أن تواصل نضالها من جديد لتصل إلى هذا المنصب الذى يبدو من الواضح الآن أنه أصبح صعب المنال مع تيار حاكم له موقف فكرى عدائى من المرأة، خاصة إذا كانت من نوعية سيدة بقامة وقيمة تهانى الجبالى.

المستشارة تهانى قاومت وصمدت بشجاعة ضد انتهاك سيادة القانون وهيبته واستقلال القضاء باتهامات باطلة ثم بقرارات وإعلانات دستورية مستبدة، ولم تصمت أو تناور مثلما فعل من كنا نظنهم رجالا حقيقيين وقضاة وطنيين. وتحملت فى سبيل جرأتها فى الحق ومواقفها الشجاعة ما لا يتحمله أقوى الرجال، فقد تعرضت – ومازالت - لأبشع حملة هجوم ظالم وتشويه سمعة وتهديد من تيار الظلام السياسى وأنصاره لأنها ببساطة لم تتخل عن مبادئها وقيمها الوطنية وضميرها كقاض شريف ونزيه، حتى تمكنوا بالباطل وبالحقد وبالانتقام الشخصى من سلق دستور كان من بين أهداف من أعدوه بليل هو استبعاد تهانى الجبالى شخصيا من منصبها وعضويتها فى المحكمة الدستورية بعد إعادة تشكيلها والنص على تقليص عدد أعضائها من 19 إلى 11 عضوا فقط.

اتهمهوها بالتآمر مع المجلس العسكرى لعدم تسليم السلطة وهم أول من خان وتآمر وعقد الصفقات ضد الشعب والثوار من أجل تحقيق أهدافهم وأغراضهم فى الاستيلاء على السلطة، آخر من التحقوا بقطار الثورة وأول من خرجوا من الميدان إلى القصر والاجتماع مع عمر سليمان تحت صورة مبارك. قالوا أنها تتآمر للانقلاب على الشرعية بعد وصول مرسى للحكم دون سند أو دليل واحد على اتهامهم الباطل وسوء نيتهم، فكان ذلك ذريعة لكسر هيبة القضاء واستقلاله والعدوان على أحكامه وحصار المحكمة الدستورية وصدور الإعلان الاستبدادى لتمرير مخطط الاستحواذ على السلطة.

التاريخ وحده كفيل أن يظهر الحق «الأبلج» ضد الباطل «اللجج»، وعلى المستشارة تهانى الجبالى أن تفخر بمواقفها الوطنية فسوف يسجل التاريخ أن نظام الإخوان بأكمله انتفض من أجل عزل امرأة قاضية قالت كلمة حق فى وجه سلطة وسلطان جائر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة