بلا أدنى ضمير سياسى، وبكل جهل للتاريخ، وبحقد واضح ولافت يأكل صاحبه ولا يأكل الآخرين، قال الضيف الإخوانى: «جمال عبدالناصر خائن».
سمعت ذلك قبل يومين فى برنامج «أجرأ الكلام» للإعلامى طونى خليفة، على قناة «القاهرة والناس».
لم يصدق «طونى خليفة» بمبة «الضيف الإخوانى»، فأوقفه مندهشا: انتظر.. انتظر.. بتقول إن عبدالناصر «خائن»، فرفع الضيف رأسه ثم مال بها: «نعم خائن»، أما الباحث والكاتب المتألق الدكتور عمار على حسن، الضيف الآخر فى البرنامج فراجعه متعجبا: «بتقول عبدالناصر خائن».
جرى هذا الكلام فى الوقت الذى تمر فيه ذكرى مرور 94 عاما لميلاد جمال عبدالناصر، أعظم من أنجبته الأمة العربية فى القرن العشرين، ولم يكن الزعيم الجزائرى أحمد بن بيلا قائد معركة تحرر الجزائر من الاستعمار الفرنسى، وأول رئيس لها مبالغا حين قال ذلك وبالفم المليان.
كما يأتى الكلام فى توقيت مرور 53 عاما على وضع حجر أساس السد العالى والذى اعتبرته المنظمات الدولية المعنية واحدا من أعظم 10 مشروعات هندسية عملاقة فى العالم، وقدم لمصر كما قال المهندس عادل حلمى رئيس هيئة السد: «تنمية زراعية بإضافة 3 ملايين فدان وحماها من الفيضان»، وقدم كهرباء تقدر بـ«10 مليارات كيلووات فى الساعة سنويا، وساهم فى جذب مليون سائح فى العام»، وبمنطق الإسلام فتلك حسنة جارية.
تلك إنجازات تنطق بنفسها ويسجلها التاريخ، رغم هلفطة الإخوان، وغيظهم الذى لا ينطفئ لهيبه من عبدالناصر ومشروع النهضة الذى قاده فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى ومازال يشكل تحديا كبيرا، وتعمل كل القوى المناهضة على عدم استعادة قسماته الحضارية فى الاستقلال الوطنى والعدالة الاجتماعية، ومحاربة الاستعمار الذى يريد لهذه المنطقة أن تبقى ذليلة منكسة الرأس، وتذهب ثرواتها إلى غير أبنائها.
المثير أن الاسطوانات المشروخة التى يرددها الإخوان بشأن عبدالناصر، هى نفس ما تقوله إسرائيل ومن ورائها أمريكا، ولو أنفق الإخوان ومن يدور فى فلكهم وقتهم الذى يضيعونه فى الهجوم على عبدالناصر، فى عمل إنجازات حقيقية كالتى فعلها عبدالناصر، لكان أجدى لهم ولشعب مصر الذى لم تسحب كل خزعبلات الهجوم على عبدالناصر من رصيد هذا القائد العظيم فى قلب هذا الشعب العظيم، وأهلا بالمليشيات الإلكترونية «الإخوانية» التى ستقول بما فى الخمر ضد عبدالناصر.