سعيد الشحات

وصية عبدالناصر

الثلاثاء، 15 يناير 2013 09:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى رحلة الهجوم «الإخوانى» على جمال عبدالناصر الذى تحل ذكرى ميلاده الـ95 اليوم، تجد العجب، ومنذ أن تولى الرئيس مرسى موقعه، تنشط آلة الهجوم ضد عبدالناصر بلا ضمير، وتضع الوقائع التاريخية فى قراءة مغلوطة تهدف منها تشويه تجربته التاريخية.

فى رحلة الهجوم أوصاف مقيتة مثل، وصف عبدالناصر بـ«الطاغية»، وقول الرئيس مرسى: «وما أدراك ما الستينيات»، وقول عصام العريان: «عبدالناصر مسؤول عن تهجير اليهود المصريين»، وعشرات الاتهامات الأخرى التى تؤكد أن «الجماعة» تتعامل مع عبدالناصر بمنطق الثأر التاريخى، وليس بقراءة منصفة لتجربته التى كانت ترجمة لنضال الحركة الوطنية المصرية من أجل الاستقلال الوطنى منذ القرن الـ19، حتى قيام ثورة 23 يوليو عام 1952.

قلت فى مقالى أمس: «لو أنفقت جماعة الإخوان ومن يدور فى فلكهم الوقت الذى يهاجمون فيه عبدالناصر، فى عمل إنجازات حقيقية، لكان أجدى لهم وللشعب المصرى»، وفى هذا السياق عليهم أن يستحضروا دروس هذا الرمز الوطنى العظيم، بدءا من الجلاء الكامل للاستعمار البريطانى عن مصر عام 1954، وتحدى الغرب بتأميم قناة السويس عام 1956، ورفضه لشروط البنك الدولى لتشييد السد العالى، وتصميمه على بناء السد حتى لو كان بالفئوس والمقاطف، ولا تسلم مصر إرادتها الوطنية لأمريكا.

عليهم أن يستحضروا، أنه حين عرف يقينا أن رسالته الحقيقة كحاكم هى الانحياز لفقراء الشعب المصرى وهم الغالبية، أقدم على برنامج طموح لتحقيق العدالة الاجتماعية، لم تشهده مصر من قبل ولا من بعد، وهو البرنامج الذى أشاد به صراحة المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، فى ندوة بالعاصمة القطرية الدوحة العام الماضى.

فى حوار لى عام 2000 مع الدكتور عزيز صدقى أول وزير صناعة اختاره جمال عبدالناصر عام 1956، والملقب بـ«أبوالصناعة المصرية» روى لى، أنه بعد افتتاح مصنع الحديد والصلب بحلوان عام 1969، بيوم واحد، استدعاه عبدالناصر فى لقاء منفرد بمنزل الرئيس بمنشية البكرى استمر نحو نصف ساعة، وأكثر ما استوقف عزيز صدقى فيها قول الرئيس له: «على أد ما نقدر عايزين نبنى مصانع يا عزيز، هى دى الحاجة اللى لازم نسيبها للى جى بعدنا»، قال عزيز صدقى والدموع فى عينيه: «تلك كانت وصية عبدالناصر فمن يسمعها؟».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة