حكومة بلا خطة ولا كفاءة

مأساة جديدة، وخيبة جديدة، وفشل يتجدد ويتأكد، ودماء بريئة تسيل!
لا أريد أن أقف فى موقف المزايد الذى لا يرحم، أو الشامت فى الحكومة لسبب ولغير سبب، لذلك أقول إننا نعلم جيدا أن التركة ثقيلة، وأن فساد العهد السابق لم يترك أى مؤسسة من مؤسسات الدولة قادرة على أداء دورها الخدمى بشكل يستوفى الحد الأدنى من الآدمية أو الكفاءة، وأن مسؤولية ذلك لا تقع على الحكومة الحالية، ولا النظام الجديد، بل تقع على من بقى فى الحكم عشرات السنين، ولم تر الدولة المصرية شيئا على يديه سوى التدهور.

هذه مسلمات لا بد أن أبدأ بها لكى أكون منصفا، ولكن ذلك لا يمكن يغير من حقيقة أننا أمام حكومة عاجزة، لا تملك أى حلول أو رؤى لمشاكل مصر المعقدة.
إن انهيار مستوى الخدمات الحكومية أمر يحتاج لخطتين، الأولى خطة عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولترميم ما هو موجود، ولوقف التدهور والانهيار، ولتسيير الأعمال دون كوارث تقتل الناس، وتنغص حياتهم، والخطة الثانية خطة طويلة المدى، لها جدول زمنى واضح، تتدرج فيها الحلول والإنجازات، مع وضع مصادر التمويل فى الحسبان، مع تعهدات واضحة بتطبيق هذه الخطة أمام الأمة المصرية ضمن الجدول الزمنى المحدد.

إن هذه الحكومة ﻻ تملك وضع هذه الخطط، ناهيك عن تنفيذها.
سيطالبنا البعض بألا نفقد إيماننا بالله، وسيذكرنا آخرون بضرورة التسليم بحكم القضاء والقدر، وأنا أقول «ونعم بالله»، ولكن ذلك لن يغير من حقيقة أن الإهمال جريمة، وأننا بحاجة إلى مراجعات كثيرة، فى طريقة تعاملنا مع أبنائنا المجندين، وفى طريقة إدارتنا لمرافق الدولة، وفى طريقة اختيارنا للمسؤولين فى الحكومة.

أنا أقدر أن مؤسسة سكك حديد مصر تحتاج إلى عشرات وربما مئات المليارات لإعادة بنيتها الأساسية إلى الحد الأدنى المقبول عالميا، ولكن المشكلة أن أحدا لم يصارح الأمة بوجود خطة لعلاج هذا القصور، ولو أن أحدا واجه المصريين بحجم المشكلة، وبخطة واضحة للحل لتعاونوا معه، ولكننا أمام رئيس وزارة ورجال دولة ابتلانا الله بهم من المجهول، فهم لا يصلحون لهذه المواقع أصلا، وهم دخلاء على عالم السياسة، وهم غير مؤهلين لقيادة بلد بحجم مصر فى مثل هذا الوقت الصعب، ومن أغرب الغرائب أننا نرى من يتمسك بهؤلاء الفاشلين لمجرد مكاسب سياسية فارغة، وفى النهاية يدفع المواطن المسكين ثمن وجودهم فى هذه المواقع مع قلة كفاءتهم.
مشكلتنا أننا أمام حكومة عديمة الكفاءة، وتسير بلا خطة، ولا تملك مؤهلات التخطيط الجيد.
رحم الله ضحايا حادث قطار البدرشين، ونسأله الصبر على كل الابتلاءات القادمة!