عندما كنا نقول إن الجيش المصرى العظيم هو الحصن المنيع الكفيل برد أى عدوان على بلادنا ولا يستحق إلا التقدير والاحترام، كانت ترتفع الحناجر الغافلة بهتافات يسقط حكم العسكر.
وعندما كنا نقول إن العسكرية المصرية لم تعمل طوال تاريخها ضد مصالح هذا الوطن ولم تسع إلى تحقيق مكاسب سياسية زائلة، كانت الحناجر الغافلة تستمرئ توزيع الاتهامات المجانية على كبار القادة الذين لولاهم لضاعت بلادنا نهب الانقسامات والحرب الأهلية التى كانت ومازالت ضمن خطط الدول الكبرى لتركيع مصر وإعادة رسم خريطة المنطقة.
وعندما كنا نطالب بضرورة الحفاظ على الجيش المصرى عزيزاً مقدراً فوق أى شبهات، لأنه وهو الجيش العربى الأكبر والأقوى مستهدف من الأعداء القريبين والبعيدين، كانت الحناجر المراهقة نفسها تقلل من أهمية وضع الجيش المصرى فى معادلات التغيير فى المنطقة.
الآن، أتمنى أن أعرف لماذا تصمت هذه الحناجر، أمام تلويح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بالحرب على مصر وسوريا ورفضه الرأى القائل بأن الأوضاع الحالية فى البلدين تقلل من اندلاع حرب تقليدية؟
من سيتصدى أيتها الحناجر الحنجورية لمثل هذا العدوان؟ وهل تعرفين أيتها الحناجر الشجاعة المغوارة الفيلسوفة أن تهديد نتنياهو بالحرب على مصر وسوريا معركة لن يخوضها إلا الجيش المصرى فى ظل انهيار قوات الأسد؟
وهل يمكن أن يردع الجدل العقيم والسباب المجانى على فيس بوك وتويتر جحافل جيش الاحتلال الإسرائيلى؟ هل فكرت أيتها الحناجر فى تنظيم مظاهرات ومسيرات ضد تلويح نتنياهو بالحرب؟ وهل فكرت أيتها الحناجر الغارقة فى أوحال السياسة وألاعيب السياسيين أن تدعمى معنويات جيشنا المصرى العظيم فى مواجهة هذه التهديدات السافرة من أعدائنا التقليديين؟
يبدو أننى مخطئ بتوجيه هذه الأسئلة للحناجر الحنجورية المراهقة، ويجب أن أعرف أن الحناجر التى تطلق الشتائم والانتقادات لحماة هذا الوطن لا تستطيع أن تقدم الاقتراحات وسبل الدعم للجيش المصرى فى مواجهة نتنياهو أو غيره من المتربصين، لأن الحناجر بحكم طبيعتها لا تملك إلا الصراخ والعويل، لا تقدم أفكاراً ولا تعمل عقولها لأنها بدون عقول أصلاً.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حسين
الستينيات وما ادراك يالستينيات