فيما يشبه الصفعة، قرر مجمع البحوث الإسلامية رفض مشروع «الصكوك الإسلامية» الذى تقدم به الدكتور محمد مرسى تحت زعم إنقاذ الاقتصاد المصرى، ولست أعرف كيف يردد «مرسى» هذا الزعم، وهو الذى طمأننا منذ أيام على أن الاقتصاد المصرى «حديد»، متجاهلا أن كل ما ذكره ليدلل على قوة الاقتصاد، هو فى حد ذاته أسباب كفيلة بإشعال آلاف اللمبات الحمراء، ويأتى قرار رفض مجمع البحوث الإسلامية لمشروع «الصكوك الإسلامية» ليؤكد مدى انفصال الجماعة وممثلها فى قصر الرئاسة عن الواقع المصرى وأجندته الوطنية، فقد جاء فى حيثيات رفض المشروع، أنه يسمح للأجانب بتملكها، وهو ما يعد تحايلا على القانون المصرى، وضربا للأجندة الاقتصادية الوطنية، لكن هذا بالطبع ما لا يثير امتعاض الجماعة ولا قياداتها، لأن شعارهم الأثير كان ومازال «طظ فى مصر وأبو مصر واللى فى مصر».
يثبت الأزهر الشريف بجناحه العلمى فى «مجمع البحوث الإسلامية»، أن الهوية المصرية واحدة، وأن الرهان الوطنى على الأزهر كان رابحا، فبرغم ما تعرضت له هذه المؤسسة الدينية الراسخة من تضليل أثناء عملية طبخ الدستور، لكنها مازالت محتفظة بقوتها، قادرة على سد منافذ الشيطان فى القرارات الحكومية، فلم تكن تلك «الصكوك» أكثر من «حصان طروادة» الجديد، الذى خطط الإخوان ومن هم أزلامهم ليكون أداتهم لخداع الرأى العام لتمليك الأجانب – وما أكثر – لمقدرات الوطن، والأبشع أنهم أرادوا أن يمرروا هذا المخطط ممهورا بخاتم الأزهر الشريف، ليكسبوه حصانة دينية وقبولا شعبيا لما يتمتع به الأزهر من مصداقية شعبية كبيرة، لكن ها هو الأزهر يرد إليهم حيلهم، ويثبت أن مصر المدنية الوطنية الموحدة لا تقبل التحايل، ولا يسهل خداعها، وأن الأزهر سيظل كما رسم طريقه بنفسه، ضامنا لمفردات الوطنية المصرية، مستكملا دوره الرائد فى الثورات المصرية ضد الظلم والاستغلال، متوحدا فى هذا الأمر مع معارضى الإخوان، وإن اختلفت المشارب وتنوعت المصادر والمرجعيات، راسما صورة مبهرة للتوحد المصرى فى وقت تتحد فيه المعارضة على اختلاف أطيافها، لتجابه هجمة الإخوان المسعورة.
فى ظل هذا التوحد المصرى، يبدأ المشروع المسمى كذبا بالإسلامى فى التفتت، فبعد انشقاق الوسط عن الإخوان، وتكوين حزب مصر القوية الذى لم يعترف بما هو موجود من أحزاب تدعى «الإسلامية»، وتكوين حزب التيار المصرى الذى يحمل الكثيرين من أبناء الحركة الإسلامية، انشق حزب النور على نفسه، وأعلن رئيسه السابق «عماد عبدالغفور» تكوين حزب جديد باسم «الوطن»، معلنا بذلك عن أول حالة تصدع فى «الجبهة السلفية»، وفى اعتقادى أن تحالف حزب «الوطن» الذى مازال فى طور الإنشاء، سيشهد خلال الفترة القادمة انشقاقات مماثلة، فعبد الغفور كما قدم نفسه يمثل شكلا من أشكال الإسلام الوسطى، بينما «حازم أبوإسماعيل» الذى تردد أنه من مؤسسى الحزب أكثر تطرفا، وهو ما سيؤدى بلا شك إلى انقسامات مستقبلية جديدة.
بجانب التفكك التنظيمى الذى اعترى التيار «الإسلامجى» هناك تفكك أشد أثرا يعايشه أبناء الحركة الإسلامية، وخذ مثالا على ذلك.. موقفهم الأخير تجاه مسألة عودة اليهود إلى مصر الذى خالفوا فيه أبسط بديهياتهم وأولويات أدبياتهم، فبعد أن كانوا يهتفون «خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود» ها هم يصرحون «أهلا أهلا باليهود.. هنستقبلكم بالورود» بل ودفع تعويضات مالية خرافية لهم، ليلعبوا الآن دور مبارك والسادات اللذين تواتر عنهما تقربهما من اليهود وتصريحهما أكثر من مرة برغبتهما فى عودة اليهود إلى مصر، فها هم الإسلامجيون يخالفون ما تربوا عليه، متوحدين تحت ضغط السلطة ومتطلباتها الدولية الأمريكية مع ألد خصومهم عداوة، وهو ما يضاعف من احتمالات التفكك والانشطار.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
أين الأخيار
عدد الردود 0
بواسطة:
الفارس المنقذ
منلسادت لحسنى لمرسى ياقلبى لاتحزن
عدد الردود 0
بواسطة:
صـفـوت صـالـح الـكـاشف
////////// هل لدينا 10,000 دين إسلامى //////////
عدد الردود 0
بواسطة:
ملتزم مؤدب بهههههههههههههههدوء
الى تعليق -1- لو نشروا
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله
فكره للعريان
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم صبحى النيدانى
legypt