محمد الدسوقى رشدى

لعبة الإمام والسلطان

الأحد، 20 يناير 2013 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تشغل نفسك الليلة بالكلمات المتقاطعة أو السودوكو، أو وضع قائمة بعدد الوعود الرئاسية التى قدمها الدكتور محمد مرسى وفشل فى تنفيذها، ولا تبحث عن تسلية فى محاولة فهم ما يقوله ياسر على أو هشام قنديل، ولا تسعى لقتل أوقات الفراغ التى تعيشها بالبحث عن الاختلافات السبعة الموجودة بين جبهة الإنقاذ الوطنى وهيئة الإنقاذ النهرى لأن الارتباك المشترك سيقلل فرص نجاحك فى البحث عن المختلف..

سأقدم لك فى السطور القادمة لعبة تغنيك عن كل ماسبق، تشغل فراغك، وتسلى أوقاتك، والأهم أنها ستساعد عقلك على فهم ما يدور من لخبطة فى صفوف الرئاسة والمعارضة، والأكثر أهمية أنه ستبعث فى قلبك بعض الاطمئنان على مستقبل هذا الوطن الذى يمتلك ماضيه كل مقومات النهوض فى انتظار من يفتح الكتب والتجارب القديمة لتحقيقها..

السطور القادمة تنتمى لمدرسة الإمام محمد عبده، تحمل بعض آرائه وأفكاره، حاول أن تغوص بداخلها لتبحث بين كلماتها عما يربطها بحاضرنا ومرسينا وجبهة إنقاذنا..

1 - هناك أمر آخر كنت من دعاته والناس جميعا فى عمى عنه وبعد عن تعقله ولكنه هو الركن الذى تقوم عليه حياتهم الاجتماعية، وما أصابهم الوهن والضعف والذل إلا بخلو مجتمعهم منه، وذلك هو: التمييز بين ما للحكومة من حق الطاعة على الشعب، وما للشعب من حق العدالة على الحكومة.. أن الحاكم وإن وجبت طاعته فهو من البشر الذين يخطئون وتغلبهم شهواتهم، وأنه لا يرده عن خطئه ولا يوقف طغيان شهوته إلا نصح الأمة له بالقول والفعل.

2 - ذلك مهب البلاء على كل حاكم، ومنبع الشقاء لكل أمير، أن يتّخذ له عمّالاً فى الخفاء غير الذين أقامهم على الأعمال فى الجهر..

3 - ليس فى الإسلام سلطة دينية وأصل من أصوله، قلبها والإتيان عليها من أساسها.. والخلافة هى بالسياسة أشبه، بل هى أصل السياسة.. والخليفة حاكم مدنى من جميع الوجوه.. هدم الإسلام بناء تلك السلطة ومحا أثرها.. لم يدع الإسلام لأحد بعد الله ورسوله سلطانا على عقيدة أحد ولا سيطرة على إيمانه... على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان مبلغاً ومذكراً لا مهيمنا ولا مسيطراً.. قال تعالى: فذكر إنما أنت مذكر. لست عليهم بمسيطر. وليس لمسلم على مسلم إلا حق النصيحة والإرشاد».

4 - إذا صدر قول من قائل يحتمل الكفر من مائة وجه ويحتمل الإيمان من وجه واحد حُمل على الإيمان، ولا يجوز حمله على الكفر.

5 - إن المعهود فى سير الأمم وسنن الاجتماع، القيام على الحكومات الاستبدادية، وتقييد سلطتها، وإلزامها الشورى والمساواة بين الرعية، إنما يكون من الطبقات الوسطى والدنيا إذا فشا فيها التعليم الصحيح والتربية النافعة وصار لهم رأى عام..

- الخليفة عند المسلمين ليس بالمعصوم ثم هو مطاع ما دام على المحجة ونهج الكتاب والسنة، والمسلمون له بالمرصاد، فإذا انحرف عن النهج أقاموه عليه، أو إذا اعوجَّ قوَّموه بالنصيحة والإعذار إليه، فالأمة أو نائب الأمة هو الذى ينصبه، والأمة هى صاحبة الحق فى السيطرة عليه، وهى التى تخلعه متى رأت ذلك من مصلحتها، فهو حاكم مدنى من جميع الوجوه».

- «أيها الأمراء والسلاطين إن ما تستدلون به على أصل سلطتكم من القرآن، مقيد بكونكم من أهل الإيمان، وهذه آيات المؤمنين، وما أعلم الله به أهل الإيمان الصادقين، فعليكم بعد إقامة شُعب الإيمان فى أنفسكم، أن تقيموها فى أنفس رعيتكم، وتكونوا قدوة لعالمهم وعاملهم، وغنيهم وفقيرهم؛ لتكونوا أئمة هدى ونور، لا أئمة ضلالة وفجور، وإلا كان عليكم إثمكم وإثم جميع الأمم التى منيت بكم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة