من المفارقات المدهشة فى الأحداث التى نعيشها هذه الأيام ومنذ وصول الإخوان إلى الحكم أننى كلما رغبت فى الكتابة عن السينما أو ما يشهده الفن من تراجع حقيقى على مستوى الكم والكيف، والأزمات التى صارت تلاحق صناعة الفن فى مصر، إضافة إلى تخوفات الفنانين أو الحديث عن أحد أحدث الإنتاجات السينمائية.. وجدت أمامى فيلما آخر أكثر إثارة للجدل، وأعتقد أن هذا ليس حالى بمفردى، بل حالنا جميعا، حيث باتت الدهشة لا تفارقنا، وصار الوجع أكبر يوما بعد يوم، ليس فقط من كم الفتاوى التى تتدفق علينا، ولا حالة التردى التى أصبحت تسيطر على المجتمع المصرى، والكوارث الناتجة عن الإدارة الفاشلة من قبل النظام السياسى الحاكم لكل المشاكل والأزمات المصرية، حيث لم تعد حكومة هشام قنديل تهتم بكم الأرواح التى باتت تزهق هكذا، فى غمضة عين وتتحول إلى أرقام نذكرها ببساطة سواء فى نشرات الأخبار أو على المواقع الإلكترونية ورسائل الموبايل ونكتفى نحن «بمصمصة الشفاه» أو ترديد جملة «لا حول ولا قوة إلا بالله».
فماذا نحن فاعلون أمام كم الفشل الذى تصدره لنا حكومة قنديل والذى يصر رئيس الجمهورية على أنه الأنسب والأجدر رغم فشله الواضح؟ وأرجو من أبواق النظام الحاكم أن يكفوا عن ترديد جمل من نوعية إرث مبارك، أو تدميره للبنية التحتية إلى آخر تلك الجمل الرنانة والجوفاء، خصوصا أنكم لم تفعلوا شيئا حتى الآن، ولا توجد رؤية واضحة لعلاج أى مشكلة، بل تكتفون «بالولولة» على حال البلد.
واستمرارا لمسلسل الفشل لدى قنديل وحكومته ووزرائه لم أصدق عينى وأنا أقرأ خبرا على لسان الدكتور محسن البطران رئيس بنك الائتمان الزراعى فى حضور وزير الزراعة، حيث أعلن أن البنك سوف يمنح شباب المزارعين قروضا بفائدة ميسرة لمن يرغب فى الزواج للمرة الأولى بفائدة %3 وللمرة الثانية بفائدة %6، أما لو تجرأ وتزوج الثالثة فالنسبة تصل لـ%15 كل ذلك فى إطار محاولة جادة من الحكومة لحل أزمة العنوسة. لم أصدق عينى وأعدت قراءة الخبر أكثر من مرة وتساءلت هل هذا يحدث بمصر الآن فى عام 2013، هذا ما يشغل بال نظام الإخوان، عنوسة المصريات، بدلا من التفكير فى حلول جذرية لمعالجة مشكلة البطالة، وهى الأولى والأجدر، أو كيفية تشجيع الشباب على الزراعة واستصلاح الأراضى ليعود لمصر جزء من رصيدها كواحدة من أهم الدول الزراعية، والأهم هو التعامل مع المرأة بتلك الطريقة المتدنية وكأنها مشروع «تسمين» بالفائدة لا يعكس سوى نظرة متدنية وكأنها كائن درجة ثانية لا هم لها سوى أن تجد من يرأف بحالها ويسحبها إلى مزرعة التسمين لتنجب أولادا.
لم يفكر السيد الوزير وحكومته ونظامهم السياسى فى ماذا بعد زواج الشاب بالأولى والثانية، وكيف سينفق عليهما، وماذا سيفعل حال إنجابه البنين والبنات؟ كيف سيربيهم ويعلمهم؟ هل ستمنحه حكومة قنديل قروضا جديدة ميسرة لتربية الأبناء؟ وهذا ما جعلنى أستدعى فورا مشروع الدكتور البطران لإحياء المشروع القومى للبتلو أيضا.
أعتقد أن الكلام بات يقف عاجزا أمام تلك الاقتراحات الفضائية التى تأتينا من تلك الحكومة، وذلك النظام السياسى، الذى لا يرى فى نساء مصر سوى كتل من اللحم، لا فائدة منهن سوى تزويجهن وإنجابهن للأطفال، وأنهن عورة يجب سترها.
والمفارقة أن ذلك يحدث فى مصر الآن فى حين أن ملك السعودية قام بإصدار مرسوم بأن يضم مجلس الشورى %20 من النساء.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
جيرمين
حكيم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد محسن
قرار جيد من جهه اخرى
عدد الردود 0
بواسطة:
Sadek
و ماذا عن الزواج للمرة الرابعة!
عدد الردود 0
بواسطة:
م احمد دياب
اقتراح جيد جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن
مصر بلد متنوع الثقافات