صعد اسم ألتراس الأهلى على سطح الحياة فى مصر.. الجميع يتحدث عن الجمعة الماضية واستعراض الألتراس بالشماريخ، ثم ما أعلنوه عن بروفة يوم القيامة فى 26 القادم موعد النطق بالحكم فى أقذر جريمة حدثت فى مصر خلال العقود الأخيرة..جريمة ملؤها الخسة والعار والنذالة، ومن يستمع لأمهات الـ 72 شابا، الذين استشهدوا فى مجزرة بور سعيد يتأكد أن العملية أو المجزرة لم تكن صدفة ولم تحدث اعتباطا.. بل كانت هناك خطة محكمة التدبير لذبح هؤلاء الشباب بدم بارد..وقد حكت لى أم أنس تميمة شهداء الألتراس وأيقونتهم قائلة: إن السيديهات التى تم تسجيلها أثناء المباراة بعضها اختفى عن عمد، ولكن ما يوجد أمام المحكمة فيه من الفظائع ما تقشعر له الأبدان، مثل مقطع سيارة إسعاف تحمل جرحى، فيتم إيقاف سيارة الإسعاف وإنزال الجرحى منها وضربهم وصعقهم بصواعق كهربائية.. هل رأيتم أفظع من ذلك؟ جرحى على شفا الموت ينزفون وهم فى طريق المستشفى يتم تعذيبهم وإلقاؤهم فى الطريق، وليس هذا المشهد فقط بل تقول أم الشهيد محمود يوسف 15 سنة أى فى مثل سن أنس تقريبا: إن هناك سيديهات يظهر فيها بلطجية وفى أيديهم شوم وسلاح، وهم يطاردون الشباب الصغير فى المدرجات ويفتحون رؤوسهم فيسقطون بعد أن تم إغلاق كل أبواب الاستاد، وتتساءل من هؤلاء وأين هم ولماذا لم يستدعهم أحد وما هى حقيقة نزول مسجلين خطر من بحيرة المنزلة إلى بور سعيد لهذه المهمة؟ كل هذه الأسئلة سألتها أم شهيد لم يبرد نار قلبها، وتنتظر يوم 26 بفارغ صبر لترى حكم القضاء وهى تردد الآية الكريمة: «ولكم فى القصاص حياة»، ولكنى أقول لأم أنس وأم محمود وغيرهما من أمهات الشهداء الثكلى، علينا أن نثق فى القضاء ولا نفترض سوء نية فى الحكم ولا نصادر عليه قبل صدوره، وهناك درجات أخرى للتقاضى خصوصاً كما علمت من المحامين أن هناك أدلة لم يتم العثور عليها والقاضى فى النهاية له الأوراق. أما قول أمهات الشهداء إن مجلس الوزراء حتى الآن لم يصدر أى قرار رسمى باعتبار الـ 72 شهيداً من شهداء الثورة، فهذا تقصير لابد من تداركه فوراً وهو أقل شىء على الدولة والحكومة أن تفعله من أجل أسر هؤلاء وذويهم.
أما ما يتعلق بالذعر الذى يبثه شباب الـ«U.A» ألتراس الأهلى وفى مواجهتهم شباب «الجرين إيجلز» ألتراس المصرى البورسعيدى فهو لا يبشر بخير، لأننا أمام قوة هادرة من الشباب مغلقة على نفسها ولها قوانين وقسم وأغان يحفظونها وهم لا يسمعون إلا لأنفسهم وعقولهم..وهذا خطر لأنهم بذلك يقاطعون المجتمع ولا يقيمون جسوراً للحوار معه، ولذلك تمنيت أن يخرج بعض رموزهم للحوار معنا أو مع العلماء والرموز وقادة الرأى، لكنهم رفضوا ومنطقهم أنهم لا يريدون الظهور فى الإعلام أو الشهرة وهو شىء أيضاً محمود ويستحق الثناء والمديح، لأنه يؤكد نبل نفوسهم وفروسية أخلاقهم وزهدهم فى الأضواء، لكنه أيضاً مخيف لأنك هنا وكما قلت أمام قوة هادرة لا يحسب عقباها، لذلك أقول لكل ألتراس ضع هذا الوطن أمام عينيك وكفانا حرائق قلوبنا معكم ومشاعرنا، لكن قلوبنا مع مصر أعظم وأهم وأنتم يجب أن تكونوا كذلك..أحدهم يهمس فى أذنى..أليس الإخوان هم الذين كونوا جماعات وميليشيات مغلقة ضد المجتمع، لماذا تحرم ذلك على الألتراس؟ أنا شخصياً لا أملك إجابة لكنى أتمنى أن يمر يوم 26 على خير، لأنى جلست مع الشباب ولمست ما فى صدورهم من نيران..وربنا يستر على مصر!.