بالتأكيد، الأحاديث النبوية حول ضرورة طاعة الحاكم وولى أمر المسلمين لم يكن المقصود بها حكمنا الآن، خاصة الرئيس الإخوانى محمد مرسى، لأن هذا الرئيس منذ توليه الحكم وهو ليس رئيسا لكل المصريين بل رئيس للإخوان المسلمين فقط، هم أهله وعشيرته، والدكتور مرسى أيضاً لم يقم العدل حتى نطيعه ولم يحارب إسرائيل حتى نقول عنه إنه صلاح الدين عصره، بل على العكس كان أبا حنونا لجماعة الإخوان والذى لو اعتقل منهم عضو فى الإمارات حرك مرسى كل الجهات لإنقاذه، أما لو كان غير إخوانى فله رب كريم، حتى علاقته بإسرائيل وجدناه يتراجع عن كل هجومه على إسرائيل بعد لقائه مسؤولا أمريكيا.
إذن الدكتور مرسى ليس بالحاكم العادل كعمر بن الخطاب، وليس بالحاكم الذى سيحارب إسرائيل كصلاح الدين الأيوبى حتى تنطبق عليه أحاديث سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، حيث حاول بعض مشايخ الأزهر من منافقى كل حاكم فى قصر عابدين أو الاتحادية أن يحصنوا مرسى بأحاديث نبوية لا يمكن أن تنطبق عليه، لأنه لا عصمة إلا لرسول الله، فما بالنا بحاكم يحكم مصر بطريقة العشيرة والطريقة.
والحقيقة أننى لم أندهش كثيرا من آراء بعض مشايخ هيئة علماء الأزهر حول قداسة الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية ووصفه بأمير المؤمنين، وأن المتطاولين عليه فاسقون، واستخدام هؤلاء المشايخ لأحاديث الرسول الكريم التى تطالب بطاعة مرسى حتى إن استعمل علينا عبدا حبشيا، وأن التطاول عليه مرفوض من كل النواحى الشرعية، والسبب وراء عدم اندهاشى أنهم يعتقدون أن هذا من الإسلام، وبصريح العبارة الإسلام ونبيه أبرياء من كل ما يردده هؤلاء المشايخ عن حكامنا الذين لا يستحق أى منهم أن يكون من الذين قصدهم الله ورسوله فى الآيات والأحاديث النبوية، فلا مرسى ولا مبارك من قبله يستحقان هذه الهالة المقدسة، لأن كليهما أصابا المصريين بالفقر والمرض، ولم يكن كلاهما عادلا فى حكمه، فكيف ارتضى هؤلاء المشايخ أن يضعوا مرسى فى مرتبة الحكام الذين قصدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اللهم احفظنا من هؤلاء المشايخ.. اللهم آمين.