24 ساعة فقط تفصلنا عن الذكرى الثانية لأول انتفاضة حقيقية على نظام مبارك الفاسد، وحزبه المفسد، وحاشيته الأكثر إفسادا. 24 ساعة وكان من الممكن أن يحتفل الشعب المصرى كله بأول ثورة شعبية تطيح بحاكم ظالم، لولا أن خطفها «الغراب» من فم الشعب الذى تخلص من ظالم مدنى ليقع فريسة لجماعة ظلامية تتمسح بشرع الله، والله برىء مما يفعلون بالبلاد من كوارث سياسية واقتصادية واجتماعية تحت زعم تطبيق حدود الله. 24 ساعة والعالم ينتظر هل يحقق المصريون الذين سيخرجون غدا، الجمعة، معجزة أخرى ليست أقل مما حدث فى يناير 2011، أم ستكون احتفالية غضب ضد من ورث الحكم بعد مبارك؟
والحقيقة أن هناك حالة غضب عامة ضد حكم مرسى والمرشد والشاطر، وضد أخونة البلد، وسيطرة تيار واحد على كل أركان الدولة، ورغم ذلك فلا أنا ولا غيرى كان يفكر فى المطالبة بالإطاحة بالرئيس الإخوانى محمد مرسى، ليس لأنه جاء بصندوق الانتخابات كما يحلو لأتباعه أن يرددوا ذلك، وليس خوفا من غضب الإخوان والسلفيين، فهم ظاهرة صوتية، وكنا نظن أن الرئيس مرسى ومعه جماعته يمكن أن يكونوا مع الشعب المصرى وليس عليه، وأن المواطن المصرى فى عهد حكمهم الرشيد أصبح فاعلا وليس مفعولا به كما كان فى عهد المخلوع، لكن خاب ظننا جميعا وأصبح لدى المواطن المصرى أسباب للسخط، تزيد على تلك التى كانت فى عهد نظام مبارك، ومنها أن رأس النظام فى مصر يحاول «أخونة» كل مؤسسات الدولة وتوريثها لمكتب الإرشاد، إلى جانب أن حالة الفوضى والدمار التى ضربت كل القطاعات فى مصر أصبحت تهدد استقرار الوطن، والدليل تزايد الإضرابات والاحتجاجات الفئوية التى كانت مقدمة للإطاحة بنظام مبارك، إلى جانب الكوارث التى ضربت مصر مؤخرا مثل حوادث القطارت، وانهيار العمارات.
وإذا أضفنا إلى ما أحدثه الرئيس الإخوانى محمد مرسى بإعلاناته الدستورية التى حولته إلى ديكتاتور، وإصراره على تجاهل المعارضة، وسرقة الثورة التى قام بها الشعب المصرى كله، كل هذا يجعلنا نؤكد أن غدا لن يكون احتفالا رمزيا، بل ستكون مظاهرات غضب حقيقية، إن لم تسقط مرسى فإنها ستكون بمثابة تحذير أخير له لو استمر فى مخططه هو وجماعته التى تريد تأميم البلد لصالحها، كما كان يفعل حزب مبارك.