لدينا إذن فى قوى الإسلاميين الاجتماعية والسياسية قطبان أساسيان يعبران عن تيار سياسى واجتماعى فى الشارع، القطب الأول هو الإخوان وحزبهم الحرية والعدالة وهم من يحكم فى مصر الآن، فالرئيس منهم والأغلبية فى مجلس الشورى الذى يقوم بهمة التشريع منهم، والثانى هم السلفيون خاصة الدعوة السلفية فى الإسكندرية وحزبها النور، الذى تعرض لانقسام قاد إلى انفصال حزب الوطن عنه، وهم يمثلون شريكا فى السلطة بحكم تمثيلهم فى مؤسسات الدولة سواء أكان البرلمان الذى تم حله أو الجمعية التأسيسية أو مجلس الشورى الحالى، كما أن للرئيس بعض مستشاريه من حزب النور. يواجه الإخوان فى الواقع أزمة الحكم والسلطة، فمن الناحية النفسية فإن من فى السلطة ينظر إليه الناخبون والمواطنون نظرة المسؤول عن المشاكل التى يواجهونها، ومنذ مجىء الإخوان إلى الحكم، فإن الأحوال الاقتصادية والاجتماعية المتصلة بالحياة اليومية للناس لم تتحسن، وهنا فإن فجوة التوقعات بين ما كان يتوقعه الناس من الإخوان بعد الثورة وبين ما حدث فعلا على الأرض يمثل مشكلة تتحول إلى حالة من الإحباط الذى قد يقود إلى السخط وربما حتى العنف. ولا يبدو واضحا لنا حتى الآن ما هى خريطة التحالفات الممكنة للإخوان فى الانتخابات المقبلة، خاصة أنهم كانوا يذهبون تقليديا للقطاعات غير الإسلامية لبناء تحالف وطنى واسع انتخابى، يعطى طابعا ذا نكهة أوسع من مجرد الاقتصار على التحالف مع الإسلاميين الذين اعتبرهم الإخوان عبئا عليهم فى الانتخابات البرلمانية الأولى بعد الثورة، وهنا فإن الاستقطاب السياسى الحالى بين القوى المدنية والليبرالية والعلمانية بشكل عام، التى تمثلها جبهة الإنقاذ سوف يحرم الإخوان من حليف محتمل.
يواجه السلفيون مشكلة الانقسام الذى حدث فى حزبهم الرئيسى، بيد أن حزب النور يقول إنه لم يتأثر، ويحاول الحزب أن يقوم بما كان يقوم به الإخوان من قبل بالاقتراب من القوى العلمانية والليبرالية، فقد التقت رموز سلفية من حزب النور مؤخرا مع أطراف من جبهة الإنقاذ، ويحاول الحزب أن يباعد بينه وبين الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة حتى لا يتحمل أوزارهم التى حملوها بسبب وجودهم فى قلب السلطة، وقد لا يكون مثيرا للدهشة أو الاستغراب أن نجد حزب النور السلفى يتحالف مع القوى غير الإسلامية، كما كان يفعل الإخوان من قبل لبناء تحالف انتخابى واسع قد تكون له فرصة هائلة فى الفوز بالانتخابات البرلمانية القادمة، تنظر القوى الليبرالية والعلمانية إلى إمكانية التحالف مع حزب النور باعتبار أنه لا يضمر مكرا سياسيا كمكر الإخوان السياسى، وأن ما يتم الاتفاق عليه معه سيلتزم به.
لدينا بعد ذلك ما أطلق عليه «القوة الثالثة» داخل الحالة الإسلامية، وهذه القوى لم تكن تاريخيا ضمن القطبين الرئيسيين أو أنها قررت أن تؤسس أحزابا دون أن تكون لديها قدرة على بناء تيار اجتماعى على الأرض، وهنا سنجد عددا من الأحزاب بعضها لا يزال يعلن حتى اليوم، أو أنها انشقت على حزبها الرئيسى، على رأس تلك الأحزاب بالطبع حزب الوطن الذى يقوده عماد عبدالغفور ومن معه، وهو بالكاد جمع توكيلاته ولم يحصل على الترخيص حتى الآن، وهناك حزب البناء والتنمية ذراع الجماعة الإسلامية وكتلته الرئيسية فى الصعيد، وهناك حزب الشعب ذراع الجبهة السلفية، وهو لم يحصل على الترخيص حتى الآن، وهناك حزب الإصلاح حصل على الرخصة منذ أيام، وهناك حزب الأصالة، ولا يجب أن ننسى حزب مصر القوية وهو يقع ضمن هذه القوى الثالثة، وهو لا يزال بعد لم يستقر على تحالف. نحن أمام خريطة يسيطر عليها قطبان وإلى جوارهما قوى ثالثة لا تزال بعد حائرة فى تعريف ذاتها وبناء تحالفاتها.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
طيب وحازم ابو اسماعيل
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
حازمون قادمون
عدد الردود 0
بواسطة:
يسرى ابراهيم الديهى
س سؤال؟