هل تعرفون مدى الألم الذى يشعر به الوالدان عندما يشخص طبيب حالة طفلهما بأنها «شلل أطفال»؟ شريط طويل من صور العذاب يعبر أمام عيون الوالدين وهما يريان طفلهما يزحف ويستند إلى الجدران بدل أن يمشى مثل غيره من الأطفال، يتعذب بمرضه وهو يرى زملاءه يلعبون فى حصص الألعاب وقبل الطابور الصباحى وساعة الخروج من المدرسة، يتعذب مراهقا أمام نظرات الشفقة فى عيون زميلاته بدل نظرات الإعجاب التى يحظى بها غيره من الفتيان، يتعذب شابا فى الجامعة بعكازيه أمام السلالم الطويلة التى تشبه سلالم أهرام المايا لأننا لم نتعلم بعد ثقافة المبانى المجهزة لذوى الاحتياجات الخاصة، ويتعذب بحثا عن عمل مناسب بعد التخرج وعن زوجة تقبل أن تقاسمه مرحلة المعاناة، فيروس شلل الأطفال التى نجحت مصر فى عهد الرئيس السابق أن تقضى عليه عاد من جديد وظهر فى عدة مناطق بالقاهرة، وكلها مناطق محسوبة على العشوائيات وتجمعات الفقراء الذين يعانون من سوء الرعاية الصحية أضعاف ما يعانيه عموم المصريين، الأمر الذى يعنى إمكانية ظهور المرض بسرعة وانتشاره بقوة مع ضعف الإمكانيات والإهمال الرسمى وانشغال الفقراء بالبحث عن الرغيف على حساب الصحة والعمر.
لا أريد أن يخرج علينا مسؤول من خريجى ماكينات الدعاية والتضليل ليقول إن الكارثة نتيجة إهمال النظام السابق، أو أن الفقراء والعشوائيين والمطحونين والغلابة يجتذبون الأمراض المستعصية والأوبئة، وإننا نبذل كل جهدنا لتجاوز الأزمة.
مثل هذه التصريحات الفاشلة من عينة تصريحات وزير الصحة محمد مصطفى حامد: «أنا لسة وزير جديد «وهتشوف» و«المشكلة» فى نقص الأمصال على المستوى العالمى»، كفيلة بظهور المرض مرة أخرى بين أطفالنا وتحوله إلى وباء فى إعادة لدورة جديدة من الألم والعذاب عانى منها المواطنون طول عقود.
الكارثة التى على أبوابنا ليست من صناعة النظام السابق الشماعة التى يحلو للفاشلين أن يعلقوا عليها سوء إدارتهم وجهلهم وعنصريتهم، بل هى كارثة تستوجب من المسؤول أن يكون شجاعا وقديرا، يعنى أن يكون صاحب حلول سريعة تمنع ظهور مرض شلل الأطفال مجددا، على الأقل حتى يصل لمستوى وزراء الصحة فى عهد النظام السابق!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري بالرياض
كارثة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الله يرحم ماما سوزان
يا رب الناس تفهم