يمكن أن نطلق على السموم بأنها تأثير المواد الكيميائية على جسم الإنسان والآثار الجانبية التى تحدثها.
تقول الدكتورة هبة يوسف، أستاذ مساعد الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية، مدير وحدة إدارة الأزمات الطبية بطب عين شمس ويمكن تعريف المادة السامة بأنها أى مادة إذا دخلت الجسم بكمية كافية أحدثت فيه ضررا أو أدت إلى الوفاة.
ويدخل جسم الإنسان العديد من السموم يومياً من خلال ما تتعرض له من مواد كيميائية، تلوث الماء والهواء، الإشعاعات، الطاقة النووية، استخدام العقاقير بكل أنواعها ومنها المهدئات، تناول الأطعمة غير الصحية والسكريات بكثرة، وبالتالى زيادة إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض ومنها السرطانات أمراض الأوعية الدموية، التهابات المفاصل، الحساسية بأنواعها، السمنة الذى أصبح داء العصر، مشاكل الجلد بالإضافة إلى عدد كبير من الأعراض الشائعة مثل الصداع والإرهاق، الآلام، السعال، اضطرابات المعدة...
وضعف الجهاز المناعى وكل ذلك له علاقة مباشرة بدخول السموم إلى أجسامنا
تصنيف السموم:
يوجد تصنيفات عديدة للسموم فهناك سموم خارجية وسموم داخلية
فالتسمم الخارجى هو الذى يدخل جسم الإنسان من البيئة التى نعيش فيها سواء بتنفس هذه السموم أو بالاتصال المباشر بها مثل التعامل مع المواد الكيميائية، التى توجد فى الأطعمة أو المشروبات مثل الماء الملوث أو من خلال العقاقير والأدوية.
أما السموم الداخلية فهى تلك التى تحدث داخل جسم الإنسان من خلال وظائف الجسم الطبيعية من خلال العمليات الخلوية أو الكيمياء الحيوية، ونجد أن الجزيئات الطليقة هى السموم التى تنتج من عمليات الكيمياء الحيوية، ويأتى التسمم عندما يفشل الجسم فى إحداث التوازن بين إنتاج هذه السموم، وبين النجاح فى التخلص منها، والذى يظهر فى صورة الالتهابات للأنسجة والخلايا والميكروبات بكافة أنواعها والبكتريا والطفيليات هى أوضح مثال لحدوث التسمم الداخلى.
الأجهزة الطبيعية فى جسم الإنسان والتى تخلصه من السموم متمثلة فى:
الجهاز التنفس من الرئة والقصبة الهوائية والجيوب الأنفية والأنف.
الجهاز الهضمى من خلال الكبد والمرارة والقولون والمعدة والأمعاء، الجهاز البولى من خلال الكلى والمثانة وقناة مجرى البول.
والجلد مثل العرق وكذلك الدموع والغدد الدهنية- "Sebaceous glands"- الجهاز الليمفاوى من خلال القنوات الليمفاوية والعقد الليمفاوية.
وتقول الدكتورة هبة، يتعامل جسم الإنسان مع السموم بإحدى الثلاث طرق الآتية: المحايدة – التحويل – التخلص، وتترجم هذه الكلمات من خلال عمليات الجسم فالعديد من مضادات الأكسدة تحايد الجزيئات الطليقة، ويحول الكبد العديد من المواد السامة إلى عوامل غير ضارة.. فى حين أن الدم يحمل الفضلات للتخلص منها كما أن الكبد يحمل الفضلات من خلال الصفراء إلى الأمعاء، حيث يتم التخلص منها أيضاً.. وتخرج الفضلات من جسم الإنسان فى صورة إفراز العرق ولا يقتصر التخلص من السموم على كل ما هو عضوى، لكنه يمتد أيضاً إلى السموم النفسية والعقلية، فبالتعبير عن المشاعر وخاصة حالات الإحباط الداخلية، التى تصيب الإنسان نتيجة لضغوط ما قد يمر بها فى حياته اليومية، وكذلك الغضب، الخوف وإحلالهم بالتسامح والحب والفرح والأمل سيتخلص الإنسان من سمومه النفسية.
والسموم الخارجية مثل المواد الكيميائية الخطيرة، وهذه المواد متوافرة بكثرة فى البيوت المصرية، حيث لا يخلو بيت من وجود المنظفات- الكلور- الكيروسين- الفينول- المواد الكاوية– المبيدات الحشرية- المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق والحديد.
السموم المنزلية الأكثر شيوعا هى على النحو التالى:
Triclosan عامل مضاد للجراثيم مشابه كيميائيا لفئة من مركبات الديوكسين.
ويؤدى إلى إحداث خلل فى نظام المناعة والغدد الصماء.
ويوجد بكثرة فى كل من: الصابون السائل وفى بعض مزيلات العرق، ومعاجين الأسنان ومستحضرات التجميل وأدوات المطبخ، ولعب الأطفال، ويمكن أن يحدث التسمم من هذه المواد، إما بالاستخدام المباشر لفترات طويلة أو من خلال الاستنشاق أو من خلال تناوله عن طريق الخطأ.
. Phthalatesالفثالات الكبيرة وهى المواد الكيميائية، التى تضاف إلى البلاستيك لإضفاء المرونة وتستخدم الفثالات الصغيرة لإطالة مدة الزمن فى المنتج ليحافظ على رائحته المعطرة..
ويؤدى إلى حدوث خلل فى الغدد الصماء، والإنجابية، ومشكلات النمو.. ويوجد بكثرة فى فينيل الأرضيات وبلاستيك تغليف المواد الغذائية، وأكياس البلاستيك، والملابس البلاستيكية والمنظفات ولعب الأطفال وستائر الحمام، ومنتجات العناية الشخصية مثل الصابون والشامبو، وطلاء الأظافر، وسبراى الشعر.
Bisphenol وجدت فى مجموعة متنوعة من حاويات المواد الغذائية ومنتجات الأطفال، ويؤدى أيضا إلى إحداث مشاكل بالغدد الصماء.
وتوجد عادة فى معظم أوانى الطعام والشراب، ولعب الأطفال والمعلبات الغذائية المعدنية وبعض منتجات الأسنان مثل معجون الأسنان
Perfluorinate وتستخدم فى صنع المواد الطاردة للبقع والأسطح غير اللاصقة.
وتؤدى إلى الإصابة بالعديد من أنواع مختلفة من السرطان ومشاكل فى النمو لدى الأطفال.
وهذه المادة توجد بشكل أكبر فى التفلون المغلف لتجهيزات المطابخ، وأكياس الميكروويف، وفى بعض الأثاث، والسجاد.
.كما أنها توجد فى معطرات الهواء، وسبراى الشعر، والعطور، ومنتجات التنظيف، والدهانات، والسجاد، والأثاث المصنوع من الخشب المضغوط.
أما غاز الرادون فهو غاز عديم الرائحة يؤدى إلى الإصابة بسرطان الرئة.
ويوجد فى الأماكن الضيقة، وسيئة التهوية خاصة فى الأبنية، التى بها تصدع الجدران أو الطوابق.
المعادن الثقيلة، والتى يمكن أن تتراكم فى أنسجة الجسم، مما تؤدى فيما بعد إلى حدوث السرطان، الخلل العصبى، والاختلالات الهرمونية، ومشاكل الإنجاب، ومشاكل فى النمو لدى الأطفال والأنيميا الحادة وخلل وظائف الكلى والكبد.
وتوجد عادة فى معظم أنابيب السباكة المصنوعة من الرصاص فى المنازل القديمة، ودخل فى بعض الطلاءات وأدوات المائدة من الكريستال، كذلك يوجد فى الخزف الصينى وبطاريات اللعب وبطاريات السيارات وأقلام الرصاص.
المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب:
وتحدث مشاكل بالجهاز العصبى، وربما أحد عوامل الخطر للسرطان، والإعاقات التنموية ومشاكل الإنجاب .
أطباء السموم ينصحون
الصابون السائل والأوانى البلاستيكية ومبيدات الحشرات سموم منزلية حاولى إبعاد طفلك عن تأثيرها
الإثنين، 28 يناير 2013 06:14 م
د. هبة يوسف أستاذ مساعد الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
hassan
الله المستعان
عدد الردود 0
بواسطة:
زائر
استبدال الصابون