«امسك إعلامى» بدلا من «امسك حرامى»، هكذا تدعو جماعة الإخوان المسلمين التى ترى فى الإعلام والإعلاميين أساس البلاء فى مصر.
اختصرت الجماعة أسباب مشاهد الغضب التى اندلعت فى الذكرى الثانية لثورة 25 يناير فى: «أن الإعلام المضلل ظل يشحن الناس بالكراهية ضد النظام ويحضهم على الخروج على الشرعية، وينشر خطط التخريب قبل تنفيذها بأيام».
هكذا ذكر بيان أصدرته الجماعة أمس الأول، وزادت فيه بالقول: «هناك من دبر لهذا الأمر ومن موله»، وهو ما يعنى أنها ترصد ما يحدث فى مصر بعين مغمضة، وأذن لا تسمع إلا صوت صاحبها.
ترى الجماعة أنها خارج أى اتهام، فى مقابل أن الآخرين هم الذين يرتكبون كل الاتهامات والحماقات، ولأنها تريد تسويق إنجازات وهمية تغضب وتهدد الإعلام الذى لا يسير على خطاها، ويقع حبا وغراما فى هواها.
يرمى قادة الجماعة أكاذيبهم باتهام الإعلام، ويغفلون أن وزير الإعلام صلاح عبد المقصود هو قيادة اخوانية كبيرة، وضمن مهامه الكبيرة قيادة تليفزيون الدولة الرسمى بكل قنواته المحلية والفضائية، وتحت أيديهم قناة فضائية هى قناة «مصر 25»، وقناة الجزيرة القطرية التى أصبحت ناطقة بلسانهم، وقنوات دينية كثيرة تقوم بدور المساند والمدافع عن الرئيس مرسى، ولا تترك أحدا من معارضيه إلا وتكيل له أقسى أنواع الاتهامات، ناهيك عن أن القنوات الفضائية المستقلة التى تنغص «الجماعة» تستضيف كل رموز قوى الإسلام السياسى ليتحدثوا براحتهم عليها، ويطرحوا ما يريدون دون مشكلة.
لجماعة الإخوان صحيفة يومية ناطقة بلسان حزبها «الحرية والعدالة»، وفى داخل سربها أيضا صحف رسمية تحت هيمنة مجلس الشورى بأغلبيته الإخوانية، وقام المجلس بتعيين رؤساء مجالس الإدارات وتحرير هذه الصحف، وبالرغم مما قيل بأن هذه المعايير تمت لوجه الله والوطن، إلا أن الأيام أثبتت عكس ذلك، بدليل الاستغناء فى الصحف الرسمية عن كبار الكتاب الذين يخالفون الجماعة فى الرأى.
وإذا كانت كل هذه الأدوات الإعلامية متاحة لجماعة الإخوان، فليس من المنطقى أن تتحدث عما تسميه بـ«الإعلام المضلل»، والأجدى بها أن تبحث عن أسباب الفشل بعيدا عن تكييل الاتهامات للآخرين، عليها إدراك أن خطابها السياسى لو كان صادقا، ولو كان الرئيس يقدم انجازات حقيقية، لصدقت الجماهير ما يأتى على فضائياتها، وصفحات صحفها، وأنزلت الفضائيات والصحف المعارضة من عرشها.