سعيد الشحات

«المعروف» والنهى عن المنكر

الخميس، 03 يناير 2013 12:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما تنظر باستخفاف إلى ما يقوله المدعو هشام العشرى، مؤسس هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فى الحوار المميز مع الزميلة «الوطن» أمس، والذى حدد فيه برنامج عمل الهيئة فى المرحلة المقبلة، وقال إنه قدم طلبا لوزارة الداخلية لاعتماد الهيئة كذراع للوزارة فى تطبيق الشريعة، وأن الإعلان عنها سيكون قريبا جدا.

برنامج عمل الهيئة، كما يقول العشرى، سيشمل الكثير، وأبرز ما فيه تغيير الزى للرجال والنساء، ومنع البنطلونات الضيقة والأغانى ومشاهدة المسلسلات والأفلام، وتمنى موت شيخ الأزهر، ودعوة الأقباط لاعتناق الإسلام بتوزيع المنشورات التى تدعو لذلك أمام الكنائس.

قيادات الهيئة كما يقول العشرى منهم، جمال صابر، المتحدث باسم «حازمون»، والشيخ أبويحيى، والدكتور كمال مؤسس «ائتلاف دعم المسلمين الجدد»، والشيخ أسامة البطة، وقال: «حازم أبوإسماعيل قيادى فى الهيئة دون أن يعرض عليه، هو يفعل ذلك بكل راحة، ولم ننضم تحت قيادة واحدة حتى الآن، ولكن وارد التعاون لاحقا بشكل كبير»، وأضاف صراحة: «كل أتباع حازمون هم أتباع الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر».

أعود إلى قولى، بأنه ربما تنظر باستخفاف إلى ما يقوله هذا الرجل، لكن أعود إلى التذكير بوقائع حدثت فى الماضى لوضعها فى هذا السياق، وأحددها فى :

- واقعة قتل طالب الهندسة فى السويس والتى أقدم عليها ثلاثة شباب أثناء تواجد هذا الشاب مع خطيبته فى الحديقة .

- قطع أذن مسيحى.

- حصار «حازمون» لمدينة الإنتاج الإعلامى، تحت مبرر تنظيف الإعلام ممن يرفضهم «حازمون».

- توجه المئات من «حازمون» إلى مقر حزب الوفد وجريدته، والاعتداء عليهما وإصابة عاملين وتدمير سيارات.

- تهديد قسم شرطة الدقى، والإعلان عن التوجه إلى مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية للدفاع عن الشيخ المحلاوى.

الوقائع السابقة، تشير إلى تسييد ثقافة «الذراع» فى التعامل مع المجتمع، وإعطاء القانون إجازة، يعنى من لديه بشر يسمعون ويطيعون، عليه فقط إعطاء الإشارة، عملا بالهتاف الذى تردد أمام المحكمة الدستورية للرئيس: «إدينا الإشارة نجيبهم لك فى شيكارة».

الوقائع السابقة تشير إلى أن هناك رغبة من البعض فى إحداث حالة فوضى، تكون مجالا خصبا لوجود «هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، وتطبيق برنامجها الذى تحدث عنه العشرى، ورفض الفكرة لا يكون بالاستخفاف بها، وإنما مواجهة جادة مع مثيرى الفوضى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة