ما نشرته جريدة «الأخبار» أمس عن قيام شخصية إماراتية كبيرة بتمويل شراء أسلحة وعمليات تخريب وتدمير للمنشآت فى مصر، يحتاج إلى أن ننزع عقولنا من رؤوسنا حتى نصدقه، كما يحتاج إلى تأمل هذا السيرك من الخزعبلات التى تطلقها «مصادر أمنية»، دون تقدير للعواقب المترتبة على مثل هذا الكلام.
اقرأ «مانشيت» جريدة الأخبار أمس والتى أطلقت عليه «انفراد»، وتذكر أيام حالة الاستقطاب السياسى الحادة التى عاشتها مصر بعد الإعلان الدستورى، والتى فاجأتنا خلالها وسائل إعلام بقصة مضحكة، عن عملية اختطاف للرئيس محمد مرسى دبرتها ووضعتها أطراف خليجية بمساعدة أطراف داخلية، وكانت القصة كلها أشبه بحكايات «ألف ليلة وليلة»، كما أكدت أن مؤلفها افتقد ألف باء التأليف، وأدت هذه القصة كلها إلى توتر كبير فى العلاقة بين مصر والإمارات، مازلنا نعيش فصوله حتى الآن، ودخلت العلاقة مرحلة الخطر بين البلدين إثر القبض على مصريين يعملون فى الإمارات بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان، وفشلت كل التدخلات من أجل احتواء هذا التوتر، وليس سرا أن قصة «اختطاف مرسى» المفبركة أثارت غضب الإماراتيين، وتم التعبير عن ذلك صراحة عبر القنوات الدبلوماسية، وأثناء زيارة الدكتور عصام الحداد مستشار الرئيس للعلاقات الخارجية للإمارات عقب اعتقال المصريين فيها.
الحديث عن العلاقات بين الدول لا يجب أن يخضع إلى مثل هذا الاستخفاف بالقول، إن التمويل يشمل شراء 20 ألف بطانية و20 ألف وجبة غذائية لإمداد المتظاهرين، فمثل هذه الأشياء كانت تحدث فى ميدان التحرير أيام الثورة ضد مبارك، ولم تتحدث الأجهزة الأمنية وقتها عن إنها إمدادات من دول خارجية أو شخصيات تنتمى إلى هذه الدول.
الأجدى بالمصادر الأمنية التى تحدثت فى ذلك، أن تضعنا أمام حقائق واضحة ومعلومات قاطعة لا تخضع للتأويلات التى تصب الزيت على النار دون مسؤولية، وتضع عشرات الآلاف من المصريين العاملين فى الإمارات أمام خطر حقيقى، ناهيك عن استثمارات الإمارات فى مصر، وأمام مثل هذه التقارير «المضروبة»، فلنتوقع أن يتحدث نفس المصدر الأمنى عن اكتشاف مذهل بأن الخروج الجماعى ليلا لأهل القناة لكسر قرار الرئيس بحظر التجوال، تتحمل مسؤوليته نفس الشخصية الإماراتية «الكبيرة».
قل ما شئت عن تعاطف حكومة الإمارات مع الرئيس السابق مبارك، لكن ليس معنى ذلك وضع الإمارات فى مثل هذه الاتهامات غير المسؤولة، فلا هى ممن يصدرون الثورات وليس لديها تنظيم دولى والأجدى أن نبحث عن الأسباب الداخلية التى أشعلت نار الغضب فى مصر.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حنان
ارحمونا من الكلام المرسل
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
القبض على 11 مصرى بالامارت
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو
ارحمونا
عدد الردود 0
بواسطة:
على
عندك حق
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
فنكوش للتصدير
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالحميد غريب
تصفية الحسابات مع الدول
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن من شعب مصر
جميل جداً نسيب اصل الخبر ونتحدث بلسان المنتفعين
عدد الردود 0
بواسطة:
مروان
الى رقم 7 - خالص التحيات والإحترام .. لقد أفحمت الجميع ... لعلهم يتونطنون .. ؟!
التعليق فوق ..
عدد الردود 0
بواسطة:
Egyptian
To # 7
عدد الردود 0
بواسطة:
mido
الامارات بلد الامان و السلام