هل كانت حالة الانقسام الحادة التى بين أبناء الشعب المصرى حول الإعلان الدستورى، ثم الاستفتاء على الدستور سببها مادة العزل السياسى لقيادات «الوطنى المنحل» والتى جاءت فى الدستور؟.
هل كان الفلول هم من يقودون حالة التعبير عن الغضب التى عمت مصر منذ الإعلان الدستورى وحتى يوم الاستفتاء على الدستور؟.
كيف سيكون شكل الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهل ستتم وفقا لعملية ديمقراطية سليمة ترمم الشروخ، أم أنها ستؤدى إلى انقسامات جديدة؟
هل ستترك جماعة الإخوان المسلمين الحكم، لو نادت بذلك صناديق الانتخابات فى إطار عملية ديمقراطية تحكم جميع القوى السياسية ويشارك فيها الشعب المصرى؟.
هل انخفاض المشاركة الشعبية فى عملية التصويت على الدستور، بالرغم من المظاهرات وسخونة الإعلام، يعد رسالة احتجاج قوية إلى القوى السياسية، خاصة أن هذا الانخفاض جاء بعد ارتفاع ملحوظ فى المشاركة أثناء انتخابات مجلس الشعب ثم الانتخابات الرئاسية؟
هذه الأسئلة وغيرها كانت حاضرة فى جلسة نقاشية جمعتنى مع أطراف سياسية متنوعة فى مدينتى بطوخ قليوبية، والمشاركون فيها قيادات سياسية ميدانية فى مجالهم الجغرافى، وصادقون فى توجهاتهم السياسية المختلفة، والهم الوطنى هو شاغلهم الصادق، ورغبتهم أكيدة فى البحث عن توافق.
النقاش يأتى بعد قدر ما من الهدوء، ورغبة فى تقييم المواقف، لكن أكثر ما يثير الانتباه فيها، تلك التى سجلها المشاركون عن أن الفترة الماضية، وصل الانقسام فيها لحد أن صداقات تهددت، وصلة قرابة، بدءا من الإخوة، شهدت مشاحنات ومشاجرات عنيفة، ومواقف بنيت على معلومات خاطئة شملت تشويها لرموز سياسية نضالية محترمة، وحكايات مؤلمة عن استخدام سلاح الدين على المنابر والمنتديات، والذى انتشر فى القرى والمدن وأحدث آثارا سلبية عميقة.
الإجابات عن الأسئلة السابقة كانت ثرية، وتعبر عما فى صدور المصريين حاليا، وأتوقف فقط أمام اختصار عنفوان المشهد على مادة العزل السياسى لـ«الوطنى المنحل»، وهذا تبسيط مخل، ونوع من الدسائس التى تشوه المعارضة، وتجاهل متعمد للجماهير التى خرجت إلى الميادين والشوارع، يقودهم الذين شاركوا فى الثورة وعملوا من أجلها، فى الوقت الذى كانت فيه الجبهة المؤيدة، تحتوى على شيوخ لهم جماهير كانوا يحرّمون الخروج على الحاكم، وكانوا مددا لاستمرار حكم مبارك، وفى بداية ثورة 25 يناير، عقدوا مؤتمرات تسفه الثوار، وتدعو لمبارك.
وبعد التذكير بالمثل: «اللى بيته من زجاج ما يحدفش الناس بالطوب»، تساءل المشاركون: هل سيأتى وقت يتم فيه تنظيف الحالة من الفلول وهؤلاء الشيوخ؟