خالد الشريف

نريد أملاً للجماهير

الأحد، 06 يناير 2013 08:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فُجِعْتُ كما فُجِع الناس بمقالة عبدالناصر سلامة، رئيس تحرير صحيفة الأهرام، ضد فضيلة الشيخ يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، التى حملت إساءةً بالغةً للعلامة القرضاوى إحدى القامات العلمية فى العالم الإسلامى الذين قال الله فيهم: «إنما يخشى الله من عباده العلماء».. فضلاً عن أنَّ المقالة تضمَّنت سبًّا وقذفًا صريحًا يعاقب عليه القانون، إضافة لمخالفة الكاتب لأخلاق المهنة الصحفية؛ فما ذكره فى مقاله لا يمتُّ لمهنة الصحافة بصِلة، ولا علاقة له بحرية الرأى.

لقد أبَى الزميل عبدالناصر أن يودّع عام 2012 إلا بتوقيع بصمة التخويف والتفزيع التى يصدرها الإعلام ضد التيار الإسلامى ورموزه، لكنَّه كان فجًّا للغاية وبعيدًا عن الحيدة والنزاهة الصحفية، وهذا أقل ما يقال فى مقالة رئيس تحرير الأهرام.. فشتَّان بين القرضاوى والبرادعى؛ فالشيخ القرضاوى سانَد بكل قوة الثورة المصرية ولا يزال يساند جميع ثورات الربيع العربى ضدَّ الاستبداد والظلم ومنها الثورة السورية، داعيًا لإسقاط النظام السورى. أمَّا البرادعى فقد ظهر توجهه الغريب خلال الأيام الفائتة؛ فالرجل يسعى لإسقاط الدستور الذى استُفْتِى عليه الشعب، ووضع يده فى يد فلول النظام البائد لإسقاط رئيس البلاد المنتخب من قِبَل الشعب!

إساءات عبدالناصر سلامة بالغة حينما يطالب الشيخ القرضاوى أن يخرس، متهمًا إياه بالقفز على المشهد السياسى وأنَّه إحدى الزعامات الواهية التى أكَل عليها الدهر وشرب، ويعانِى الزهايمر والخرَف والهلوسة! وأنه يعمل لحساب عواصم وأجهزة خارجية تعبث بأمن الوطن ومقدَّرات المواطن.. هل هذه الكلمات غير الواعية تصدر من رجل يحتلّ موقع الصدارة فى أكبر مؤسَّسة صحفية فى الشرق الأوسط؟، هل وصل الخداع والتزييف وتضليل الرأى العام إلى هذا الحد؟. الأغرب أنَّ رئيس تحرير الأهرام لم يتطرَّق من قريبٍ ولا من بعيد لكلام الشيخ القرضاوى فى خطبته الجمعة الماضى فى الجامع الأزهر، والتى دعا فيها المصريين للوحدة والتهدئة، محذرًا من الانقسام والفرقة، والأغرب أنَّ خطبة القرضاوى أشادت بها الصحف ووكالات الأنباء العالمية، فى الوقت الذى يطالب فيه رئيسُ التحريرِ فضيلةَ الشيخ أن يخرس.

المشكلة ليس فى رئيس تحرير الأهرام الذى خالف ميثاق المهنة وأهان أحد علماء الأمة والأزهر، لكن المشكلة الأكبر فى الظاهرة الإعلامية التى انحرفت عن جادَّة الصواب وأصبحت تُعَرْقل الثورة وتصدر رسائل إحباط للجماهير وتشنّ حملات تفزيع وتشويه للتيار الإسلامى.. لقد آن الأوان لشيوخ المهنة أن يتدخلوا لإنقاذ الإعلام فى مصر والذى تحول إلى أداة هدم بدلاً من أن يكون رسالة أمل للجماهير..

دعاء لصاحبة الجلالة أن تتعافى من أمراضها مع بداية العام الجديد وتستعيد مجدها ورسالتها مع بناء مصر الحديثة فنحن متفائلون بغدٍ مشرق وعهد جديد ينهض فيه الوطن وتنتصر فيه إرادة الشعب العظيم العاشق للحرية المحب للاستقرار.. والله يقول الحق وهو يهدى السبيل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة