لا أصدق حتى الآن أن وزارة التربية والتعليم بعد الثورة حذفت من مناهجها صور الشهداء بدعوى أنها «تثير المشاعر»، كما حذفت صورة المناضلة المصرية «درية شفيق» بحجة أنها لم تكن ترتدى الحجاب. بداخلى شك، هل من فعل هذه الأفعال المشينة مصرى حقا؟ أم أنه وافد إلينا من كوكب فضائى لا يعرف سكانه أقدار الناس ولا مكانتهم ولا تاريخهم؟ إلى هذا الحد استبد بنا الجهل؟ أم أن السادة القائمين على وزارة التربية والتعليم بحاجة ماسة إلى الكثير من التربية والكثير من التعليم؟
كنت أتمنى أن يكون هذا الخبر الذى نشرته جريدة التحرير عاريا من الصحة، لكن للأسف قرأت تصريحا لأحد قيادات الوزارة يؤكد ما جاء بالخبر من معلومات، ملقيا حججه السخيفة على مسامعنا. وليتنى أعرف لماذا لا يريد السيد المسؤول ووزارته إثارة المشاعر الإيجابية مع الشهداء، فهل تنوى وزارة الجماعة حذف فضيلة الاستشهاد من وجداننا، أم أن الاستشهاد يكون مرحبا به فقط حينما يكون فى صالح الجماعة؟
لولا هؤلاء الشهداء الذين حذفت وزارة التربية والتعليم صورهم من كتبها ما كان وزيرهم على مقعده الآن، ومع ذلك وياللتبجح يقصون أصحاب الحق الحقيقيين عن أماكنهم المعتمدة، بدماء باردة وعيون جامدة، والخوف الحقيقى أن يكون هذا المسؤول صدق نفسه فعلا بأنه لا يريد إثارة مشاعر أهالى الشهداء، بل إن العكس هو الصحيح، فقد يكون أهالى الشهداء فعلا متأثرين بفقد أبنائهم، لكن بلا شك إن رأوا أبناءهم وهم فى مقررات الدراسة باعتبارهم علامة من علامات تاريخ مصر فإن ذلك كان سيساهم إيجابيا فى تخفيف أثر الفقد، وليس العكس، ولو كانت الوزارة صادقة فى زعمها هذا فلتحذف إذن كل صور القادة والرؤساء الراحلين من مقرراتها، لأن لهؤلاء القادة والرؤساء عائلات وأهالى ومن المؤكد أنهم يتأثرون برؤية صورهم!
السبب الحقيقى فى حذف صور الشهداء من وجهة نظرى هو أن الدولة الإخوانية تريد أن تخفى آثار جريمتها فى حق أصحاب الفضل عليها فى الوصول إلى ما هى عليه. فقد توعد السيد الدكتور محمد مرسى قبل توليه بأنه سيأتى بحق الشهداء فور وصوله للحكم، وبناء على هذا الزعم أصدر إعلانه الدستورى المشبوه بحجة محاسبة قتلة الشهداء، لكنه لم يأت بحقهم إلى الآن، ولن يأتى به، لأن هذا الحق يتعارض مع مصالحه وتربيطاته واتفاقاته، خاصة من قيادات المجلس العسكرى الغابر. وكذلك فإن تلك الدولة الإخوانية الغابرة تريد أن تمحو من نفوسنا آثار الثورة بعد أن وأدتها واغتالتها، كما تريد أن توصل لنا رسالة مهمة هى أنه لا كرامة للشهداء فى هذا الوطن، ومن ثم فلا داعى للثورة الآتية التى ستجهز على حكمهم الجهول. لكن ما لا يعرفه هؤلاء هو أن الثورة آتية لا ريب، وأن الشهداء سيكرمون رغما عن الإخوان ومن تأخون.
أما التصرف المجرم الآخر الذى ارتكبته وزارة التعليم فهو حذف صورة المناضلة المصرية الكبيرة درية شفيق التى أنجزت وحدها فى بضع سنوات أضعاف ما أنجزته جماعة الإخوان من مكاسب وطنية، فقد أسهمت أبحاثها فى رفع اسم الإسلام عاليا، وأثبتت فى جامعات أوروبا أن الشريعة الإسلامية منحت المرأة حقوقا أكبر من التشريعات الأخرى، كما أنها تسببت فى جعل المرأة مساوية للرجل فى الأجر، وتسببت أيضاً فى منح المرأة حق الانتخاب والترشح، ونظمت أول فرقة عسكرية نسائية فى البلاد لإعداد الشابات للنضال مع الرجال جنبا إلى جنب، ولتدريب ممرضات ميدان، وتمرين أكثر من ألف فتاة على الإسعافات الأولية أثناء النضال ضد الاحتلال الإنجليزى، وبعد عزلتها عن الحياة السياسية قامت بترجمة للقرآن الكريم باللغتين الفرنسية والإنجليزية. وبجانب هؤلاء الشهداء وهذه السيدة العظيمة الكريمة المناضلة يحق لنا أن نتساءل: من أنتم؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد جوهر
من انتم اين اشيائى
خد تعليقك فوق اهه
عدد الردود 0
بواسطة:
مدرس منقوط
فعلا كلامك سليم
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
كلامك سليم ربنا يحميك
عدد الردود 0
بواسطة:
neo
هما الناس التانيين
بدون
الفراعنة الجدد
عدد الردود 0
بواسطة:
lماهرمهران
طب أيه رأيك؟
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد من الناس
كلام فى الصميم
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
ثقافة جيل مضي الي غير رجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سعودي
لقد اخطأت أيها الكاتب المحترم