هل ذهب الدكتور عصام الحداد فعلاً إلى دولة الإمارات مع وفد رسمى يضم رئيس المخابرات وسكرتير الرئيس من أجل الإفراج عن 11 مصريا ينتمون لجماعة الإخوان وترك بقية المصريين وعددهم 350 مصريًا دون أن يسأل عنهم؟ هل حدث هذا؟ الموضوع برمته نشرته صحيفة الإمارات اليوم، وقالت إن الوفد لم يكن لديه فى جدول أعماله إلا بند واحد فقط هو الإفراج عن «خلية الإخوان»، وأقارب المصريين الآخرين- اللى مش إخون- ظهروا على أكثر من فضائية يصرخون ويستغيثون لدرجة أن زوجة أحد الأطباء المعتقلين قالت «ياريتنا كنا إخوان عشان يسألوا عن جوزى» لهذه الدرجة يمارس هذا النظام إقصاء غبيًا ومتعمداً ويتعامل بمنطق الأهل والعشيرة، لهذه الدرجة لا توجد رؤية ولا خطة لجمع شمل المصريين وعدم الفرز الدينى أو السياسى، الاستقطاب انتقل من داخل مصر لخارجها، هل نصل لدرجة أن يعاقب المصرى المسجون الملهوف المقهور خارج مصر لسبب وحيد أنه لا ينتمى للجماعة أو حزب الجماعة الذى هو حزب الرئيس؟ لقد تمنيت أن يخرج علينا أحد المتكلمين الرسميين أو غير الرسميين ليوضح هذا الموقف الشاذ والمستفز ويقول إنه لم يحدث ويكذب صحيفة الإمارات اليوم والمواقع الإلكترونية التى اشتعلت بعد نشر الخبر، ولكن منذ كتابة هذه السطور لم يخرج أحد لينفى أو يوضح أو يشرح وكأن الجميع أصيب بسكتة كلامية دماغية، تراهم تصوروا أن الموقف سيمر كأن الخبر سيدفن أو على الطريقة المصرية «اكفى على الخبر ماجور»؟ الخبر أكبر وأوسع وأفدح من قدرتهم على الدفن والإخفاء، لأن المعتقلين فى الإمارات لهم أقارب وأبناء وزوجات، وهؤلاء شعروا انهم أمام حكم الإخوان يتامى وليس لهم أب، ليس لهم راع رغم أن الحديث يقول «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» والفاروق يقول: «لو تعثرت دابة فى العراق لسئل عنها عمر» والمتعثرون هنا ليسوا دوابًا بل بنى آدمين مصريين فى الحبس خلف جدران مظلمة، ولا علاقة لهم بمسألة دخول نظام الإخوان فى خصومة مع دولة الإمارات وحرب كلامية بدأت بكلام غزلان عن موضوع الشيخ القرضاوى ولم تنته لأن تصريحات رموزهم فى الحرية والعدالة توالت مثل كرة الثلج تزيد الأمر سوءا والهوة اتساعًا وهى تصريحات غير مسؤولة وغير سياسية وغير موزونة، تصريحات هوجاء لم تزن المصالح العليا للبلاد أو المصريين العاملين فى دولة الإمارات، وبعيداً عن التكييف القانونى للمتهمين هناك كان لابد أن يصدر بيان من الوفد الرسمى الذى عاد ويوضح لنا ماذا فعل وما هى نتائج زيارته بدلاً من أن نعرف المعلومات التى أخرجته من مصادر خارج الحدود - للأسف كل خطوة يقوم بها الرجال حول الرئيس تدفعنا للتساؤل: هل تعملون لصالح هذا الوطن وأبنائه؟ كل تصريح يخرج من رموزهم يجعلنا نسأل على أى شاطئ سترسو بنا هذه السفينة التى تقودونها أم أنكم تتعمدون خرقها وثقبها ليس على طريقة موسى والخضر ولكن على طريقة تيتانيك؟ الفارق أن الأخيرة بلا أى مشهد غرام أو عشق وبلا أى عزف للموسيقى، بل أصوات تنادى بالخراب.