شعب مُفلِس وقيادة أكثر إفلاساً

ألست معى أننا شعب مفلس لا يستطيع التجديد حتى فى تصريحات قياداته، بداية من رئيس الجمهورية حتى أصغر موظف، فتصريحات كل مسؤول جديد لا تختلف كثيرا عن سلفه، البعض يفسر ذلك باستمرار المشاكل منذ أكثر من 30 عاماً، وأنه حتى الآن وبعد 25 يناير والإطاحة بالمخلوع مبارك، ومشاكل الوطن والمواطن واحدة لم تتغير، بل أضيف لها عدد لا حصر له من الجرائم التى أعيد إنتاجها مرة أخرى بعد سقوط هيبة وزارة الداخلية فى أعقاب جمعة الغضب.

ورغم أننى أتفق كثيرا مع تلك الرؤية فإننى أضيف أيضاً أننا شعب غير موهوب وغير قادر على الإبداع منذ أكثر من 40 عاماً، وبالتحديد بعد انتصارات أكتوبر على العدو الصهيونى، بعدها توقف العقل المصرى عن الإبداع سواء فى خطب قياداته أو خطط شعبه لنهضة أمته، وأصبحنا شعباً مستورداً لكل شىء حتى انتفاضة 25 يناير التى أسقطت نظاماً هى صورة الكربون مما حدث فى تونس.

تلك الحقيقة تستطيع أن تشعر بها وأنت تستمع لخطب الرئيس الإخوانى محمد مرسى ستجدها نفس كلمات الرئيس المخلوع، خاصة فى حديثهما عن زهد كلاهما فى السلطة، ولكى يزداد يقينك بأننا شعب يستنسخ كل شىء اقرأ تصريحات السادة الوزراء الجدد فى حكومة هشام قنديل وقارنها مع تصريحات وزراء كل حكومات مصر قبل وبعد 25 يناير ستجدها صورة بالكربون ولا جديد فيها.

وعلى سبيل المثال، وليس الحصر، تصريحات وزير النقل الجديد فى حكومة الدكتور هشام قنديل الثانية هى صورة بالكربون من تصريحات كل وزراء النقل فى حكومات نظيف وشرف والجنزورى وقنديل الأولى، وأغلبها حول أن الأولوية للأمن والسلامة بالطرق والسكك الحديدية، وهناك ثورة فى بناء وصيانة المزلقانات، وبعدها تقع الكارثة.

وبالتأكيد ليس وزير النقل هو الوحيد الذى يعجز عن الإبداع فى تصريحاته، فكل المسؤولين بداية من الرئيس مرسى حتى أصغر مسؤول فى هذا البلد وحتى الشعب لا يبدع بل يستنسخ ويستورد كل شىء من الخارج، ألم أقل لكم إننا شعب مفلس وقيادة أكثر إفلاساً، وأننا لا نبدع منذ 40 عاماً.. فاللهم ارزقنا بمن يجدد خطاب أمتنا ويقدم لنا مشروعاً للنهضة بديلا لمشروع «الفنكوش» الإخوانى للدكتور مرسى.. اللهم آمين.