احتفل المستشار حسام الغريانى، ومعه مجلس الشورى وأعضاء الجمعية التأسيسية بما أنجزوه فى الدستور الذى قسّم الشعب المصرى، وأصاب الكثيرين بأمراض السكر والضغط والاكتئاب.
كان حفل الغريانى امتدادًا لجلسات التأسيسية فى المنهج والتفاصيل، وغيابًا عما يدور بين الناس، واستفزازًا متواصلاً لهم، بداية من توجيه المستشار رئيس القومى لحقوق الإنسان الشكر لطلاب المدارس على إسهامهم الفعال، واقترحاتهم بشأن الدستور، وانتهاءً بإعلان تدشين الجمعية التأسيسية جمعية أهلية للثقافة الدستورية، على أن يكون لها مقر بمجلس الشورى!
كأن المستشار الغريانى لم يرَ ولم يتابع ما أحدثه دستور السهرة الشهيرة، وما أدى إليه أمر الاستفتاء عليه، وكأنه لا يعرف أن الدستور المستفتى عليه، والذى شهد انتهاكات ومخالفات جسيمة، أصبح اسمه «دستور الغريانى» نسبة إلى ما قدمت يداه، بدلاً من أن يكون دستور الشعب المصرى الذى اختار ممثليه ليضعوا الوثيقة الأساسية لحياتهم ومستقبلهم.
كأن المستشار الغريانى لم ير ولم يتابع التفسيرات الكثيرة للألغام والكوارث التى تضمنتها مواد الدستور الذى صنعه على عينه وعيون شركائه ومساعديه بالتأسيسية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر.. تقييد الحريات، وتكميم الأفواه، وبيع أصول الدولة للأجانب من أصحاب الامتياز والصكوك، ونزع غطاء الرعاية الصحية عن الذين لا يسألون الناس من التعفف، والسماح بعودة أصحاب الوجوه القبيحة ممن يستغلون أموال الدولة ومواردها لحسابهم الخاص، والسماح أيضاً بعودة البارونات من أصحاب الدخول الأسطورية، وهم موظفون عموميون فى الدولة ما دام القانون المتوائم مع الدستور يسمح ويتسع ويمتد لكروشهم الكبيرة.
كأن المستشار الغريانى لم ير ولم يتابع ظهور خلايا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من جديد فى ظل مواد دستوره التى تراقب الأخلاق ظاهريا ولا تبنيها بالعلم والضمير والثقافة، والتمسك بجوهر الأديان جمعيها.
إذا كان المستشار الغريانى لا يعرف فتلك مصيبة، وإذا كان يعرف فالمصيبة أفدح!